Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

اجتماع الأحباب في حفل توقيع الكتاب

الحبر الأصفر

A A
قَبْل أَيَّام، ارتَكَبتُ حَمَاقَة مِن حَمَاقَاتي الثَّقَافيَّة، وأَقدَمتُ عَلَى تَوقيع بَعض كُتبي فِي مَقهَى الرُّكن الهَادئ، الذي أَنشَأَتْه وتَملكه الأَديبَة المَعروفَة «انتصار العقيل»..!

لقَد ارتَكبْتُ هَذه الحَمَاقَة مَع سَبْق الإصرَار والتَّرصُّد؛ نَظراً لقلّة الفَعَاليَّات الثَّقَافيَّة. فحَاولتُ أَنْ أَقوم بدَوري، بأنْ أَجعَل مِن تَوقيع الكُتب فَعالية ثَقافيَّة رَمضَانيَّة، كَمَا كُتِبَ فِي صَحيفة «المَدينَة» قَبل أَيَّام، مِن خِلال الأُستَاذ القَدير «سهيل طاشكندي»..!

لقَد كَان حَفلاً حَميميًّا، أَعَاد لَنَا الذِّكريَات الجَميلَة، وأَخرَج بَعض الوجُوه التي لَم نَرهَا مُنذ سَنوَات، حَيثُ كَانَت فِي مُقدِّمة الحضُور -وهُم كُثر- الفَنَّانَة القَديرَة «توحه»، التي أَطلَّت عَلينَا فِي الحَفْل، وزَرعَت البَهجَة كعَادتهَا، بحيويّتهَا ونَشَاطِهَا، رَغم أَنَّها بَلَغَت مِن العُمر الشَّيء الكَثير، أَطَال الله فِي عُمرها، وجَعلهَا -دائِمًا- مِن زَارعي البَهجَة والسَّعَادَة فِي هَذه الدُّنيَا..!

بَعد أَنْ تَطَاير خَبر التَّوقيع، عَتبَ عَليَّ بَعض الأَحبَاب مِن المُدن الأُخرَى، وقَالوا: لَيتنَا مَعكُم لنَفوز فَوزاً عَظيماً، ولَعلَّ الأُستَاذ الصَّحفي العُكَاظي «خالد الجابري»؛ كَان أَكثَر المُتأثِّرين، حَيثُ أَرسَل لِي رِسَالَة يَقول فِيهَا:

(صَديقي العَزيز، سَلام الله عَليكُم.. رَأيتُكَ بأُمِّ عَيني مِن خِلال الفِيديو؛ الذي انتَشَر عَبَر وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعِي، وأنتَ تَقُوم بالتَّوقيع عَلَى بَعض كُتبِك، بمَقْهَى الرُّكن الهَادئ، بحضُور عَدَد مِن كَافّة أطيَاف المُجتَمَع «الثَّقَافيَّة والأَدبيَّة والفَنيَّة». وسَعدتُ بالجَميع، لَكَن مَا لَفتَ انتبَاهي، حضُور الفَنَّانَة الكَبيرَة «تُوحَه»، التي كَان لَنَا مَعهَا ذِكريَات جَميلَة بالمَدينَة المُنوَّرَة، عِندَما كُنَّا نَسمعهَا ونَحنُ صغَار؛ وهي تَصدح بأَغَانيهَا الجَميلَة، ومِنهَا: (أشَّر لي بالمَنديل)، حِينهَا، كُنَّا نَسمعهَا مِن وَرَاء جِدَار مَزرعة «السيّد الرِّفَاعي» الشَّهيرَة «بالأَخوين»، المُجَاوِرَة لبَقيع الغَرقَد، والذي كَان بمَثَابة مَجلس فَنِّي، يُشار إليهِ بالبَنَان قَبل أَكثَر مِن خَمسة وثَلاثين عَاماً، حَيثُ كَان يَؤمّه الكَثير مِن الفَنَّانين؛ مِن دَاخِل المَدينَة وخَارجهَا. إلَّا أَنَّ الفَنَّانَة «توحه» كَانت أَشهَر الأَصوَات النِّسَائيَّة، إلَى جَانب الفَنَّان الكَبير الرَّاحِل «طلال مداح»، و»محمد النشار» مِن المَدينَة المُنيرَة، وفَنَاني مَكَّة المُكرَّمة وغَيرهم..!

مُوفَّق «أَبَا سُفيَان».. ومِن نَجَاحٍ إلَى نَجَاح).. (انتَهَت)!

حَقًّا، إنَّ حَفْل التَّوقيع كَان بمَثَابة نَشَاط مِن أَنشطة صِلَة الرَّحم، حَيثُ تَوَافَد النَّاس والأحبَاب، والتقُوا بأحبَابِهم، وكَم سَعدتُ أَنَّ بَعضهم قَال: شُكراً لَك، لقَد رَأيتُ بَعض الزُّملَاء؛ الذين لَم أَرهُم مُنذ عَشرَات السِّنين..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّني أَشكُر كُلّ مَن حَضَر، لعِلْمِي أَنَّ الوَقت فِي رَمضَان شَحيح، فقَد كَان يَوم التَّوقيع يُصَادف مُبَارَاة نَهَائي أُوروبَا، وكَان فِي لَيلِ رَمضَان الضيِّق، وأَكثَر النَّاس لَديه ارتبَاطَات، ومَع ذَلك حَضر عَدَدٌ كَبير، ضَاق بِهم المَقهَى، وممرَّاته وطَاولاته وسَاحَاته.

شُكراً لَكُم جَميعاً، وشُكراً لكُلِّ مَن لَم تُساعده الظّروف للحضُور.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store