Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

قمة الدعم والمؤازرة

A A
تبقى المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها سنداً وداعماً لكل الجيران والأشقاء والحلفاء في مختلف أرجاء العالم، وتواصل قيادة هذا الوطن نهجها القويم في الوقوف إلى جانب الإخوة العرب والمسلمين تأكيداً منها بأننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولذلك بادرت المملكة للوقوف إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها حاليًا وما سببته من احتجاجات في عدد من المدن الأردنية رفضاً لقرار الحكومة برفع أسعار المحروقات والمطالبة بسحب قانون ضريبة الدخل، وتأتي دعوة المملكة لتثبت من جديد الدور الهام الذي تلعبه في حفظ وحدة الدول العربية ودعم كل السبل لتحقيق مستقبل زاهر لشعوبها، فالمملكة تعد الحصن الأول للدول العربية والإسلامية ومنها تعلو راية التوحيد وهي صمام الأمان والداعم الرئيسي لوحدة العرب والمسلمين في كافة أرجاء العالم فقد سبق لها في عام 48م أن تدخلت لنصرة فلسطين، وفي عام 76م تدخلت لنصرة لبنان، وفي عام 91م تدخلت لنصرة الكويت، وفي عام 2011م تدخلت لنصرة البحرين وفي عام 2015م تدخلت لنصرة اليمن وها هي اليوم تتدخل لنصرة الأشقاء في الأردن.

العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية علاقات نوعية ومتميزة ووجهات النظر بين البلدين في مجمل القضايا العربية والإسلامية والدولية تكاد تكون متطابقة أو متشابهة خصوصًا تلك المتعلقة بدعم التضامن العربي والإسلامي ومكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله وقيام خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- للدعوة لانعقاد تلك القمة في مكة المكرمة فيه تأكيد على حرصه للحفاظ على أمن واستقرار الأردن وسد الطريق أمام كل من يفكر في العبث بالأردن من خلال تأجيج الشارع العربي وإشعال الفتنة بين أفراد المجتمع الأردني.

لم تنتظر المملكة أو تقف موقف المتفرج أو تكتفي بالبيانات والتصريحات والخطابات لتعلن تأييدها للأردن بل بادرت بخطوة عملية من خلال الدعوة لتلك القمة والتي شاركت فيها كلاً من الإمارات والكويت واتفقت تلك الدول الثلاث على تقديم حزمة مساعدات اقتصادية يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمائة مليون دولار أمريكي وهي على شكل ودائع في البنك المركزي الأردني وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن ودعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات وتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية، وقد أبدى الملك عبدالله الثاني شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته الكريمة بالدعوة للاجتماع ولدولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة على تجاوبهم مع هذه الدعوة.

شتان بين من يسعى للم الشتات وتعزيز الوحدة والتضامن والألفة ونصرة الأشقاء وبين من يعمد إلى تأجيج نار الفتنة والفرقة وتأييد النزاع والشقاق بين الإخوة والأشقاء العرب وجر المنطقة للفوضى والدمار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store