Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

شركاء جدد على الطريق

A A
منذ الصباح الباكر لهذا اليوم الأحد 24 يونيو 2018م بدأ تطبيق الأمر السامي الكريم الصادر في شهر سبتمبر من العام الماضي باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية -بما فيها إصدار رخص القيادة- على الذكور والإناث على حد سواء وذلك اعتبارًا من 10/10/1439هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، لتتمكن المرأة السعودية الحاصلة على رخصة قيادة ومن خلال هذا القرار التاريخي من قيادة السيارة وعدم اللجوء إلى السائق للخروج لإنجاز أعمالها أو انتظار أحد أفراد عائلتها لكي تنجز ما لديها من مهام.

الإدارة العامة للمرور استعدت لتطبيق هذا القرار من خلال العديد من الإجراءات المختلفة مثل إنشاء مدارس تعليم القيادة للسيدات وتخريج عدد من المحققات في الحوداث المرورية وتعزيز ثقافة السلامة المرورية وتثقيف أفراد الأسرة الواحدة على قواعد القيادة الآمنة ومفاهيم الأمانة والسلامة وكيفية استخدام الطرق والتعريف بنظام المرور ولوائحه المختلفة، كما قامت العديد من الجهات بإطلاق حملات مختلفة داعمة لهذه الخطوة التاريخية لقيادة المرأة للسيارة تهدف من خلالها تعزيز مبدأ السلامة وكسر حاجز الخوف والرهبة لدى السيدات من جهة والمجتمع من جهة أخرى لتطبيق هذه الخطوة التاريخية والتي انتظرها كثير من أفراد المجتمع منذ زمن طويل.

مبروك للسيدات مشاركة الرجال مسؤولية القيادة على الطريق -وهن أهلاً لهذه الخطوة- وأن يستلمن قيادة المركبة بعد أن كنَّ في المقاعد الخلفية أو المجاورة، فمسؤولية المرأة في السعودية قد كانت أكبر بكثير من قيادة المرأة للسيارة، فالمرأة السعودية تقلدت العديد من المهام والمسؤوليات الكبرى مثل تربية النشء وإعداد الأجيال والاهتمام بشؤون الأسرة والتعليم والصحة وإدارة الكثير من الأقسام والمنشآت والشركات وغيرها ولدى كثير منهن من الشجاعة والفطنة والحنكة ما يجعلهن قادرات على تحمل هذه المسؤولية والخروج في الطرقات لإنجاز المهام المختلفة.

هذه الخطوة التاريخية سيكون لها أثرها أيضًا على الاقتصاد بشكل عام وبعض المجالات المرتبطة به بشكل خاص كالاستقدام وخصوصًا استقدام السائقين من الخارج والذي من المتوقع أن ينخفض بنسبة كبيرة إضافة إلى الاستفادة من تخصيص رواتب أولئك السائقين لتوجه إلى مصروفات للأسرة قد تكون أولى وأهم كما ان هذه الخطوة ستساهم في تحريك بعض الأسواق بشكل إيجابي مثل أسواق السيارات وقطع الغيار والصيانة والأسواق التجارية بشكل عام.

اليوم ومن الصباح الباكر سنرى في الطرقات سيدات يقدن السيارات وقد يكون الأمر غريبًا على البعض إلا أننا يجب أن نتعامل مع الأمر بعقلانية وأن نعمل على تعزيز التوعية والاحترام والتقدير لهؤلاء السيدات وأن نساعدهن لإنجاح هذه الخطوة التاريخية ونبذل ما في وسعنا لتعزيز مفهوم السلامة واعتبار الشركاء الجدد في الطريق من السيدات بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا ونتعامل معهن على هذا الأساس.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store