Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

10/10 محطة جديدة تجاوزناها

واليوم وبعد صدور الأمر الملكي وممارسة المرأة حقها بقيادة السيارة أقول: إن الخيار للمرأة تقود أو لا تقود حسب رغبتها وإمكاناتها وحاجتها المهم أن الخيار موجود أسوة بالرجل وهذا الباب الذي كان يُشكل لنا صداعًا دوليًا تجاوزناه بفضل القرارات الحكيمة

A A
في تاريخ المجتمعات محطات تُشكل نقطة انطلاق جديدة إلى مستقبل أرحب، والمملكة العربية السعودية مرت بعدد من المحطات كان تجاوزها جوهريًا في مسيرتها التنموية والتحولات الاجتماعية منها فتح مدارس تعليم البنات وافتتاح محطات التلفاز وفتح باب الابتعاث للجنسين ومشاركة المرأة في الوظائف وعضوية مجلس الشورى والأعمال التجارية واليوم قيادة المرأة للسيارة.. كل هذه المواقف تصدى لها البعض بالتحريم والفتاوى التي لا تمت للشرع بصلة.

والحدث الذي نشهده اليوم بارتياح يذكرني بمحاضرة كان لي الشرف بإلقائها في نادي الباحة الأدبي في عام 2006م، كانت عن دور الممثل الدائم في المنظمات الدولية وكان الحديث عن مشاركات المملكة في منظمة الطيران المدني الدولي وواجبات المسؤول في ذلك المنصب. وخلال المناقشة طرحت أستاذة من قسم النساء سؤالًا حول الدور الذي تطلع به زوجات المندوبين العاملين في الخارج وما هي المواقف الحرجة التي تتعرض لها؟ وكان في السؤال فرصة لإلقاء الضوء على ما تقوم به المرأة السعودية دعمًا لزوجها وخدمة مشرفة لبلدها وإعطاء انطباع عملي يتصدى للهستيريا السائدة في الغرب عن مظلومية المرأة وانتقاص حقوقها في المجتمع السعودي. وذكرت أن من أهم الأسئلة التي كانت تُطرح باستمرار لماذا لا يُسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وكما جرت العادة تتم الإجابة بطرق دبلوماسية من منطلق عاداتنا وتقاليدنا وعندما تحين الفرصة ستتخذ الدولة القرار المناسب في الوقت المناسب.

وأردفتُ ذلك بسؤال كنتُ دائمًا أطرحه في بعض المناسبات للرجال والنساء لأستشف مدى رغبة المجتمع في السماح للمرأة بقيادة السيارة وسألتُ: مَن في هذه القاعة يؤيد قيادة المرأة للسيارة؟ في قاعة الرجال لم يرفع أحد يده بالموافقة أو الرفض، فكررت نفس السؤال لمعرفة رأي النساء الحاضرات في قاعة ملاصقة وكان الرد مع وضد بدون ذكر العدد، وانتقلنا إلى مواضيع أخرى. وبعد انتهاء المحاضرة كان هناك همس ولمز لم يثر انتباهي ولم أعلم أن مراسلي بعض الصحف كانوا بيننا وأن طرح السؤال وطلب الإجابة من الحضور كان محل اهتمامهم كخبر إعلامي مثير لفضول الصحفيين. وفي اليوم التالي صدرت عدد من الصحف بمانشيتات عريضة «الغامدي يعمل استفتاء في نادي الباحة على قيادة المرأة للسيارة». وحظي الخبر بمداخلات وتعليقات وصلت في بعض الصحف إلى المئات وفيها ما فيها من الانتقاد وغير ذلك.

واليوم وبعد صدور الأمر الملكي وممارسة المرأة حقها بقيادة السيارة أقول: إن الخيار للمرأة تقود أو لا تقود حسب رغبتها وإمكاناتها وحاجتها المهم أن الخيار موجود أسوة بالرجل وهذا الباب الذي كان يُشكل لنا صداعًا دوليًا تجاوزناه بفضل القرارات الحكيمة، إضافة إلى أنه أصبح لدينا ممثلة مشرفة في لجنة حقوق الإنسان وصلت إلى ذلك الموقع من خلال انتخابات دولية ورئيسة سوق المال أيضًا سيدة متمكنة سارة السحيمي ونائبة وزير العمل د. تماضر الرماح وثلاثون سيدة من خيرة نساء المجتمع في مجلس الشورى.

وآخر القول: إن حركة الإصلاح الذي تمر بها المملكة يضعنا على المسار الصحيح بدون أن يجيز محرمًا أو يجرح الثوابت الدينية المتأصلة في مجتمعنا. فمبروك لنا جميعًا ولا أقول للمرأة وحدها لأننا مجتمع واحد رجالًا ونساء وأي تقدم إيجابي يعزز التكامل الذي يشمل الجميع. وكل عام وكل إنجاز وأنت يا وطني بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store