فرق بسيط جدا..!

فرق بسيط جدا..!
تحدثنا في مقال الأمس عن الكذب والكاذبين والكذوبين، والفرق بين الصفتين الأخيرتين هي أن الكذوب يمارس الكذب باستمرار، فهو جزء من روتينه اليومي المعتاد. أمّا الكاذب فمرة، ومرة.. مرة يجامل، ومرة ينافق، ومرة يكذب بالطول والعرض. ومن أكثر الكذوبين صفاقةً المسؤولون الإسرائيليون، فهم يقتلون القتيل ويمشون في جنازته، ويتباكون عليه بحرقة وألم، يحترفون الكذب بمهنية عالية. وليس بعيدًا أن يكونوا دارسين لهذا الفن الهابط حد الإتقان، فلا تظهر على أي منهم مؤشرات تدل على شناعة جرائمهم ومذابحهم. وقد أكسب رهانًا آخر بمليون دولار لو أعلنتُ أن كل أجهزة كشف الكذب ستفشل وتخفق في حال تجربتها على المسؤولين الإسرائيليين، خاصة الكبار منهم، من أمثال نتنياهو، وشامير، وشارون، وباراك، وليفي. وعندما سُئلت المذيعة خديجة بن قنة عن تعاملها مع الضيوف الإسرائيليين على شاشة الجزيرة، اعترفت بأنها تُصاب بالتشنّج أمامهم إلى حد شعورها بأنها تتحامل عليهم كثيرًا بالمقاطعة الفورية، والرد عليهم بانفعال. طبعًا شعورها بالتحامل تمليه عليها مهنيتها الإعلامية، لكنه طبيعي جدًّا من وجهة النظر الإنسانية، فاحتمال الكذب البواح الصريح مهمّة صعبة لا يقدر عليها إلاّ أصحاب القلوب العربية الكبيرة، الذين عاشوا عقودًا طويلة يستمعون إلى أسطوانات مشروخة يرددها (مسؤولون) عرب لا يقلون احترافًا ومهنية عن نظرائهم الإسرائيليين. الفرق الوحيد أن بإمكاننا جميعًا شتم الكذوب الصهيوني الحقير، وبإمكاننا أيضًا تمجيد الكذوب العربي المهيب. وعندما يكذب زعيم غربي أكاذيب بحجم الكرة الأرضية، فلا تملك إلاّ أن تحتقره احتقار الحشرة التافهة، ذلك أنك تتوقع منه أكثر من ذلك خاصة أنه غير محترف، كما هو حال المسؤول في منطقتنا العربية المجيدة. عندما يصرح بأن شارون الهالك رجل محب للسلام، وأن إسرائيل دوحة وادعة تحيط بها تلال إرهاب وبغضاء، فذلكم هو الكذب البواح والنفاق الصريح والاستهتار السخيف. بقيت حقيقة واحدة لا بد من الاعتراف بها، وهي أن المسؤول الإسرائيلي يكذب ليحمي الدولة، وإن كانت غاصبة، والمسؤول العربي يكذب ليحمي مصلحته الخاصة، وإن كانت على حساب الوطن كله. الفرق بسيط!! ما هيك!! Salem_sahab@hotmail.com

أخبار ذات صلة

مَا حيلةُ رونالدو غيرُ بُكاءِ؟!!
المدينة.. والتغيير!
في الرياض.. التنمية مستدامة
مواقف في مسيرة حياتي!
;
مبادرة تستحق الإشادة
رصاصةُ اللصِّ وجملُ المعتمد...!!
(ثرواتنا المجهولة)!!
عندما كنتُ حقودًا وحسودًا..!
;
أمنية رونالدو ضدَّ الهلال!!
التقاعد «نعمة» إذا أحسن التمتع بمعطياتها
هندسة المرور
الأفراح بين التلوث السمعي وإسراف الطعام!!
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه!
فلاتر سقراط للقضاء على الشائعات!!
تطوير إعلام الأمانات لمواكبة الرؤية
المدير الرقيق