هل يكتفي القمر الصناعي «سهيل 1» بالدوران في مسار قناة الجزيرة المضطرب؟!

هل يكتفي القمر الصناعي «سهيل 1» بالدوران في مسار قناة الجزيرة المضطرب؟!
أجريت مؤخرًا لقاءً مع إذاعة الـ BBC حول القمر الصناعي 'سهيل 1' الذي أطلقته قطر قبل أيام.. والحقيقة أني لم أفاجأ بأن جميع محاور اللقاء كانت تدور حول تساؤلات من قبيل العلاقة بين هذا القمر والتشويش الذي تعرضت وتتعرض له قناة الجزيرة في مواقع كثيرة من العالم العربي، وهل الهدف من إطلاقه هو -وفقًا لسؤال مذيع اللقاء- الرغبة في ضمان الاستقلالية الإعلامية، والبحث عن 'الهيبة'؟ بدون أدنى شك فإن أي تقدم تحرزه أي دولة عربية في مجالات الفضاء والتكنولوجيا هو أمر لا يمكن إلاّ أن يدعو للفرح والسرور، نظراً لما لهذه المجالات من أهمية قصوى في كافة النواحي الأمنية والإعلامية والعلمية وغيرها. وفي الوقت الذي بنبغي علينا فيه أن نُحسن الظنون بنوايا وأغراض إطلاق هذا القمر من قبل دولة خليجية شقيقة، فإن ذلك لا يمنع من إثارة بعض التساؤلات التي تفرضها كثير من الحقائق التي نشهدها اليوم على أرض الواقع، ولا يمكن فصلها عن عملية الإطلاق تلك. أهم تلك الحقائق هو واقع قناة الجزيرة الحالي، وما إذا كان الغرض من القمر الجديد هو تدعيم وتوسيع النهج الذي تسير عليه والذي أدى ليس فقط إلى التشويش المتعمد عليها، ولكن أيضًا إلى تصاعد كثير من حملات الغضب الشعبي والحكومي عليها في دول عربية عديدة، وصل بعضها إلى درجة المطالبة بقطع بث القناة، بل وأيضًا قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الراعية لها. أتمنى ألا يقول قائل بسذاجة بأن هذا ثمن تدفعه الجزيرة لوقوفها مع الحق والعدل والحرية، فهذه مجرد شعارات تستخدم للوصول إلى عواطف العامة، وتجييشها لهدف وأجندة محددة.. ولكي أكون عادلاً فإن هذه الشعارات لا تعني الكثير لمعظم القنوات الإخبارية في المنطقة، وليس الجزيرة وحدها. لقد ساهمت الجزيرة في صب الزيت على النار بشكل صارخ في العديد من دول الثورات العربية التي لم ينتج عنها حتى اليوم سوى الخراب والدمار في جميع تلك الدول، دون استثناء، وما أتمناه هو ألا يكون الهدف الرئيس من إطلاق 'سهيل 1' يعكس إصرارًا على الاستمرار على نفس النهج، أو نقله إلى مرحلة متقدمة أخرى تنذر بنقل الصراع العربي العربي بكل معاناته من الأرض إلى الفضاء، خاصة لو تم استغلال ذلك القمر لإستضافة قنوات معارضة أو معادية تهدف لإثارة الفتن والمشكلات في الدول العربية الأخرى، وهو بالتأكيد أمر لن تسكت عليه تلك الدول، وسيعني حتمًا جرحًا جديدًا ليس في الجسد العربي، ولكن في رأسه هذه المرة عبر الفضاء. خلاصة القول إن الأهداف الإيجابية المشروعة لإطلاق القمر الصناعي 'سهيل 1' لن يُعكّرها سوى المخاوف من أن ذلك القمر سيدور في مسار قناة الجزيرة، وفلكها المليء بالنيازك الحارقة.

أخبار ذات صلة

«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!
;
البدر الذي أحببناه...
مواردنا المائية.. وحتمية الإدارة المستدامة
السلع المقلدة.. خطر داهم يُهدد سلامتنا
فريقك!!
;
هيكل التمويل والنجاح
كُن واضحاً في ظهورك
داكــــــا
عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!