الترحالُ للعمل يُجدِّدُ الأمل!!



مِن أَكبَر المُشْكِلَات التي يُواجهها طَالب الوَظَائِف، أَنَّ الوَظيفَة لَا تَتوفَّر فِي المَدينَة التي يَرغبها، ولَكن هَل هَذه مُشكِلَة فِعلاً أَم لَا؟!


دَعونَا نَأخذ الأَمر ببسَاطَة، يُعتبر الشَّعب اللِّبنَاني -في نَظر البَعض- مِن أَرقَى الشّعوب وأَنجحهَا، ولَو سَألنَا عَن الأسبَاب، سنَجد أَوَّلها نَزعة العُنصر اللِّبنَاني إلَى الرَّحيل للبَحث عَن العَمَل، وكَأنَّه يُطبِّق المَثَل العَاميّ القَائِل: «بَلدك التي تُرزق فِيهَا، ولَيست التي تُولد فِيهَا».. والدَّليل عَلَى هَذَا، أَنَّ الإحصَائيَّة التَّقريبيَّة للبنَانيِّين الذين يَسكنون في لِبنَان، قَرَابة 4 مَلايين، بَينمَا يَتجَاوز عَدد اللِّبنَانيين الذين يَسكنون في دولٍ أُخرَى، 10 مَلايين..!

يَجب عَلى الإنسَان أَنْ يَجعل مِن أَولويَّاته؛ البَحث عَن عَمل مُريح وجيَّد، بغَض النَّظَر عَن المَدينَة التي يُحبُّها، وأَتذكَّر أنَّني حِين تَخرَّجتُ في الجَامِعَة، جَاء قَرَار تَعييني في قَرية اسمها «الضّميريَّة»، شَرق المَدينة المُنيرة، لَا وجُود لَهَا عَلى الخَارِطَة، وقَد هَممتُ بالرَّحيل إليهَا والاستقرَار فِيهَا، لَولا أَنَّ الأمُور تَغيَّرت، وزَاد الطَّلَب عَلَى تَخصُّصي في دَاخل المَدينَة، فمَا كَان مِن جَمَاعة إدَارة التَّعليم، إلاَّ أَنْ غَيَّروا وِجهَتي..!


نَعود والعَوْد هَذه المَرَّة لَيس لِي، وإنَّما للشَّاعِر «إيليا أبي ماضي»، حِين شَاهد لِبنَان وهو يَبكي ويُعاتب أَبنَاءه، الذين هَجروه وتَركوه، بَحثًا عَن العَمَل، فخَاطب «إيليا أبي ماضي» لِبنَانه، مُؤكِّدًا أَنَّ اللِّبنَانيِّين غَادروه للبَحث عَن العَلياءِ، ولَم يَهجروه بسَبَب المَلَل، بَل مِن أَجل صَيد اللُّؤلؤ المَكنون..!

أَكثَر مِن ذَلك، لِبنَان عَلَّم بَنيه أَنْ يَكونوا كالنّسور يُحلِّقون، ولَا يَسكنون في الأَرض، فهي للحَشرَات والزَّواحِف، حَيثُ يَقول «إيليا أبي ماضي»:

لِبنَانُ لَا تَعذُلْ بَنِيكَ إذَا هُمُ

رَكبُوا إلَى العَليَاءِ كُلَّ سَفينِ

لَم يَهجرُوك مَلَالَةً.. لَكنَّهم

خُلِقُوا لصَيدِ اللُّؤلؤ المَكنُونِ

لَمَّا وَلِدْتّهم نُسورًا حَلَّقوا

ّلَا يَقنَعُونَ مِن العُلاَ بالدُّونِ

الأَرضُ للحَشرَاتِ تَزحَفُ فَوقهَا

والجَـوُّ للبَـازيِّ والشَّـاهيـنِ!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»