درباوي في البيت الأبيض !!



* لا أدل على الصعود المتنامي والمفزع للشعبوية والشعبويين في سائر أنحاء العالم، من تربع كبيرهم (ترامب) على أرائك صوالين البيت الأبيض، بعد أن تلاعب بورقتي الهجرة وحقوق الشواذ للتغطية على قلة تجاربه السياسية، وبعد كسبه لتعاطف فئة كبيرة من الأمريكيين بخطابه الحماسي الذي وحدهم ضد خصومهم في الداخل والخارج، وهو ما اعتبره البعض انتكاساً لمبادئ الديمقراطية الأمريكية، وتحولها إلى نوع فج من (الحماسة الشعبوية) التي تعمل على توحيد الناس، ولكن على أساس ما يكرهونه، لا ما يحبونه ويؤمنون به!


* الشعبوية في أبسط تعاريفها تعني الميل العاطفي نحو رغبات الشعوب ونزواتها بغض النظر عن صحة هذه الرغبات وأخلاقيتها، وكسر احتكار المؤسسات القائمة، حيث يعتبر الشعبويون أنفسهم الصوت الحقيقي لعموم الطبقات الشعبية المنسية!.. وتظهر خطورة هذا الفكر في حشده لمشاعر العداء والكراهية ضد خصومه، ثم في ميكافيليته، وسعيه للانتشار عبر دغدغة عواطف الجماهير، التي لا تكون بالضرورة تفاعلًا واعيًا أو رشيدًا.

* ولأن الشعبوية تنشط عادة في المجتمعات التي تعاني تراجعاً سياسيًا واقتصادياً، أو تضييقاً ثقافيًا، وديموقراطياً، حيث يتم التشكيك في قدرات النخب ومدى أهليتها، فإنها لم تعد حكراً على الغرب، بعد أن عمت معظم دول وثقافات العالم بما في ذلك مجتمعاتنا العربية التي تعاني من خروج العديد من التيارات التي وإن اختلفت في مسمياتها إلا أنها تتفق في محاولاتها كسر كل الأنساق والأنماط الثقافية والاجتماعية والأخلاقية السائدة، وفرض أفكارهم وثقافاتهم، بل وحتى فنونهم وطريقة معيشتهم وموسيقاهم التي يرونها هي الأجدر بالظهور لمجرد كونها (شعبية).


* على أية حال وجود مثل هذه التيارات ليست هي المشكلة، المشكلة الحقيقية هي استسلام بعض النخب لسطوتها وجماهيريتها، ومحاولة التطبيع معها، عبر التبرير لشذوذها، وإعادة صياغة بعض أفكارها بشكل نخبوي يُوحي بالعمق، وهو ما يُهدِّد بالمزيد من الهبوط في مقاييس الوعي المتردي أصلاً.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني