كشف احتيال المتربِّحين من قصص الناجحين

انتَشرَت -فِي الآونَةِ الأَخيرَة- مُوضَة تَأليف كُتب؛ تَروي قصَص النَّاجحين، وهِي مُجرَّد أَوهَام يَبيعها أَدعيَاء «تَطوير الذَّات» -ومَا أَكثَرهم-، لأنَّ القَارئ «القَرَّاء» -عَلى وَزن فَعَّال- لَا يَستَفيد مِن النَّتَائِج، بَل يَتعلَّق بقَشّةِ الأسبَاب، ويُريد أَنْ يَعرف بالتَّفصيل -حَبَّة حَبَّة- كَيف وبمَاذا، وأَين ومَتَى يَتحقَّق النجَاح؟، ولَا يَهتَم بِمَا يَفعل النَّاجحون اليَوم..!

مَا عَلينَا مِنهم «يَا شيخ».. خُذ هَذه اليَوميَّات، فقَد تَجد فِيهَا وَسَائِل عَمليَّة، وأَدوَات فَاعِلَة لتَحقيق النَّجَاح:


(الأحد): إذَا كُنتَ تَسعَى إلَى النَّجَاح، فلَا تَلتَفت إلَى المَتَاعِب والصُّعوبَات التي تُواجهك، لأنَّكَ ستَنسَاهَا فَور وصُولك حَديقة النَّجَاح، لذَلك يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة: (لَا يُقَاس النَّجَاح بعَدد حَبَّات العَرَق التي تَسقط، بَل بعَدد الزهُور التي يُنبتها ذَلك العَرَق المُتسَاقِط)..!

(الاثنين): هُنَاك دَرسٌ فَهَمَتْهُ النَّمْلَة قَبل أَنْ يَفهمه البَشَر، وأَعنِي بِهِ النّهوض بَعد السّقوط، فالنَّملَة حَاوَلَت أَنْ تَتسلَّق الشَّجرَة عِدّة مَرَّات، ولَم تَنجَح، ولَكنَّها مَع الإصرَار والاستمرَار فِي المُحَاولة، نَجَحَت أَخيراً في تَسلُّق الشَّجرَة، لِذَلك اجْعَل النَّملة قُدوتك، وتَدبَّر قَول ذَلك الحَكيم الذي قَال: (لَيس العَجز أَنْ تَسقُط، بَل أَنْ تَفشَل في النّهوُض كُلَّما سَقَطْتَ)..!


(الثلاثاء): طَريق النَّجَاح وَاضِح، ولَا أَظنُّ أَنَّ الإنسَان يَجد صعُوبة فِي تَحديده، ولَكن الصّعوبَة -كُلّ الصّعوبَة- فِي تَوليد العَزيمَة التي تَدفعك إلَى المَشي في طَريق النَّجَاح، وقَد شَرَح أَحَد الفَلَاسِفَة هَذه النَّظريَّة فقَال: (لَيس الذَّكَاء أَنْ تَعرف طَريق النَّجَاح، بَل أَنْ تَمشي فِيهِ)..!

(الأربعاء): مَا الفَرق بَين نَجَاح اللُّصوص ونَجَاح الصَّادقين؟، هَذا سُؤَال أَجَاب عَنه أَحَد الأُدبَاء قَائِلاً: (الخَطُّ الفَاصِل بَين النَّجَاح واللُّصوصيَّة هو خَطٌّ ضَيّق، لِذَا قَد يَتجَاوزه المَرء دُون أَنْ يَشعُر.. واللُّصوص نَاجحون وذوو خِبرَة باعتبارٍ مَا، فَهُم أَبطَال، لَكن بطُولتهم خَارج القَانون، ومِن هُنَا، فإنَّ عَلى كُلِّ نَاجِح أَنْ يَتمنَّى فِي نَفسه أَربعَة مَعانٍ: الخَوف مِن الله، والرَّحمَة، والتَّواضُع، والعَدْل)..!

(الخميس): هُنَاك أَمثَال تَضرّ، ومِن أَبرزهَا ذَلك المَثَل القَائِل: «مِدّ قَدميكَ عَلى قَدْر لحَافك»، أَو المَثَل الآخَر الذي يَقول: «ارضَ بقِردَك حَتَّى لَا يَأتيك قِرد أَسوَأ مِنه»، وهَذا الكَلَام لَا يُعجب العُقلَاء، ومِنهم أَحَد خُبرَاء تَطوير الذَّات «الحَقيقيّين»، حَيثُ قَال: (الرَّجُل النَّاجِح لَيس الذي يَعثر عَلى عَملٍ جَيَّد، لَكنَّه الذي يَظلُّ يَبحث عَن عَمل، حَتَّى بَعد أَنْ يَعثر عَلى وَظيفَة، لأنَّ طمُوحَاته العَالية؛ تَجعله يَرَى نَفسه فِيمَا لَا يَحصل عَليه بَعد)..!

(الجمعة): لَا تَعتَقد أَنَّ النَّجَاح ضَربة حَظ أَو فَهلَوة، وإنْ كَان عَدد قَليل مِن النَّاجحين يَسلكون طُرقاً مُلتويَة، خَاصَّة في الدّول النَّامية، وقَد فَطِنَ إلَى هَذه المُفَارقة أَحَد الأُدبَاء فقَال: (فِي البُلدَان النَّامية يَقول الإنسَان: لقَد نَجحتُ لأنَّني ذَكي وعَبقري، وفي البُلدَان المُتقدِّمة يَقول النَّاجِح: لقَد نَجحتُ لأنَّني بَذلتُ جُهداً كَبيراً، وهَذا هو الصَّحيح الذي يَنبغي أَنْ نُعوِّل عَليه)..!

(السبت): إيَّاك إيَّاك ثُمَّ إيَّاك؛ أَنْ تَفقد حَمَاسك وطمُوحك نَحو النَّجَاح، حَتَّى لَو فَشلتَ أَلف مَرَّة، لأنَّ الفَشَل الحَقيقي هو الاستسلَام الذي يُورِّث تَلاشي الطّمُوح، وفِي ذَلك يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة: (لَيسَ الفَشَل هو الذي يُحطِّم الآمَال والطّموحَات، بَل مَا يُحطِّمها هو أَنْ نَفقد الحَمَاس الدَّاخِلي لتِكرَار المُحَاولة، والإصرَار عَلَى النَّجَاح)..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»