جلْد الأسئلة بسياط الأمثلة!!

عِندَما تَبدَأ فِي انتِقَاد بَعض تَصرُّفات البَشَر، خَاصَّة فَرع السّعوديَّة، فإنَّ طَوائِف مِن النَّاس تَتسَابق لمُهَاجمتك، قَائلين: «أنتَ مُتشَائِم»، أَو «أَنتَ تُحبّ جَلْد الذَّات»، وهَذا -والذي نَفس «أحمد العرفج» بيَده- غَير صَحيح، لأنَّ كَاتِب السّطور مِن حِزب التَّفاؤل والإنصَاف، ومَا مُمَارسته للنَّقد؛ إلَّا كَمَا قَال «عمر أبوريشة»:

عَلِمَ اللهُ ما انتقدْتُكَ إلاّ


طمعًا أنْ أراكَ فوقَ انتقادي!!

إنَّنا بحَاجة -نِسَاءً ورِجَالاً، حَاضِرةً وبَادية- إلَى أَنْ نَتعلَّم فَنّ الأسئلَة، ومَتَى نَسأَل؟، وكَيف نَسأَل؟، وأَتعجَّب أَنَّ بَعض النَّاس يُقَابِل أُنَاسًا لأوّل مَرَّة، ثُمَّ يَقرَعُهم قَرعًا بمَطرقة الأسئِلَة المُحرجَة، مِثل: «لِيش مَا يِجيك عِيَال؟، هَل الخَلَل مِنك أَو مِن زَوجتك»؟.. أَو سُؤالاً مِثل: «كَم رَاتِبَك»؟، و»بكَم اشتَريت السيَّارة»؟.. أَو سُؤالاً مِن الأَسئِلَة التي تُوجَّه لِي دَائماً، مِثل: «كَم تُعطيك جَريدة المَدينَة»؟.. وتَتوسَّع الدَّائِرة أَكثَر، لتَشمَل أَسئِلَة مِثل: «لِمَاذا تُسَافر إلَى البَلدَة الفُلانية، ولَا تُسَافِر إلَى البَلدة العِلَّانية»؟.. إنَّها أَسئِلَة كَثيرة؛ هِي أَقرَب إلَى أَسئِلَة الشُّرطَة والمُخَابرات؛ مِنهَا إلَى أَسئِلَة الأَصدقَاء والمَعَارِف..!


إنَّ الأَسئِلَة أَنوَاع، وكُل نَوع لَه أُسلوبه ووَقته وطَريقته، وقَد تَعلَّمنا مِن الإنجليز الأَسئِلَة العَامَّة، حَيثُ يَسألكَ عَن الصحَّة والعَافية، ويَتمنَّى لَكَ يَومًا سَعيدًا، وإذَا أحبَّ النِّقَاش مَعكَ، طَرَح مَوضوع الجَوّ، لأنَّه مُحَايد ومُتقلِّب، ولَا يَسألكَ عَن رَاتِبَك وأُسرَتك؛ إلَّا بَعد سَنوَاتٍ مِن المَعرفة والصُّحْبَة، بعَكس جَمَاعتنَا، حَيثُ قَد يَسألكَ أَحدُهم عَن هَذه المَعلومَات الخَاصَّة، لمُجرَّد أنَّه جَلس بجَانبك فِي الطَّائِرَة مُصادفةً..!

حَسنًا، مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّني أَمتَلك قَنَاعَة، يَزداد يَقينها يَومًا بَعد يَوم، وهي أَنَّ الإنسَان لَيس بحَاجةٍ إلَى طَرْح الأَسئِلَة عَلى مَن يُحبّ، لأنَّ هَذا المَحبُوب؛ مَتَى شَعر بالرَّاحة والاطمِئنَان والسَّلَام مَعكَ، فإنَّه سيَقول لَكَ كُلّ شَيء مِن غَير تَحقيق، ويَفرط لَكَ السِّبحَة -كَما يَقولون- مِن الأَلَف إلَى اليَاء، و»يُفَضْفِض» مِن تِلقَاء نَفسه..!!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني