(اعتدال)

أصحاب الفكر الضَّال بمختلف أشكالهم وخلفياتهم يعمدون إلى نصب الكمائن؛ ليصطادوا مَن يريدون أن ينضم إليهم، ويسير في ركبهم، ومعظم تلك المصائد والحيل تُقدَّم كأفكار متعدِّدة الأشكال، ولكنَّها ذات هدفٍ واحدٍ ضَّالٍ، بحيث يتمُّ إغراء الفريسة للقبول بتجربة تلك الفكرة للمرَّة الأولى، ثم يتم توفير حجج الإقناع والتعوُّد عليها حتى تتحوَّل من فكرة قابلة للرفض أو القبول إلى منهج أساس لا يمكن تغييره، أو التخلِّي عنه، بل يمكن التضحية بالروح في سبيله.

في عام 2004م وجَّه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليَّة بإطلاق (برنامج المناصحة) لمعالجة الفكر المتطرِّف لدى الموقوفين، وذلك بناء على مخرَّجات دراستين علميَّتين أمنيَّتين لظاهرة الإرهاب، وفي عام 2006م صدرت التوجيهات الكريمة بتأسيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، إلى جانب (لجان المناصحة)، ثمَّ تمَّ في عام 2010م رفع مستوى المركز إلى إدارة عامَّة بمسمَّى (الإدارة العامَّة لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية)، كانت رسالتها تتلخَّص في إعادة التأهيل الفكري، وتعزيز الانتماء الوطني لمن وقع في الغلو والتطرُّف من خلال برامج علميَّة وعمليَّة متخصِّصة والإسهام في جهود وقاية المجتمع من الأفكار المنحرفة، وقد استفاد من خدمات المركز منذ تأسيسه أكثر من 3300 مستفيد، وزارته العديد من الوفود من داخل وخارج المملكة.


أثبتت النتائج نجاح فكرة المناصحة، والعمل على معالجة أصحاب الأفكار الضالة، ولذلك تمَّ مؤخَّرًا وخلال عقد القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة الأمريكيَّة في الرياض تدشين مركزٍ عالميٍّ جديدٍ لمكافحة الفكر المتطرِّف (اعتدال)، ليكون ثمرة تعاون دولي لمواجهة الفكر المتطرِّف المؤدِّي للإرهاب، والذي أصبح العدو الأوَّل المشترك للعالم، وقد قام بتأسيس المركز عددٌ من الدول، وتمَّ اختيار (الرياض) لتكون مقرًّا له، ومرجعًا رئيسًا لمكافحة الفكر المتطرِّف، وذلك من خلال الرصد والتحليل والمواجهة والوقاية، كما يقوم المركز على ركائز أساسيَّة ثلاث، وهي مكافحة التطرُّف بأحدث الوسائل فكريًّا وإعلاميًّا ورقميًّا، كما يقوم المركز -ومن خلال تقنيات متطوِّرة- برصد ومعالجة وتحليل الخطاب المتطرِّف بدقَّة عالية، كما يتمُّ معالجة البيانات وتحليلها بشكلٍ سريعٍ لا يتجاوز 6 ثوانٍ من لحظة توفر البيانات أو التعليقات على الإنترنت.

الفكرُ الضَّالُ وباءٌ خطيرٌ، لن يوقفه أو يتصدَّى له إلاَّ فكرٌ آخرُ معتدلٌ، يلغي سياسة الإقصاء، ويُرسِّخ مفهوم الحوار، وتقبُّل الآخر، ويسعى لنشر منهج الوسطيَّة والاعتدال والتعايش.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»