رمضان جميل

مساء اليوم، أو مساء غدٍ، سيتمُّ الإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان المبارك، فنسألُ اللهَ أن يبلغنا شهر رمضان، وأن ينعم علينا فيه بالرحمة والغفران، فرمضان شهرٌ كريمٌ لا يعرف قيمته إلاَّ مَن يستمتع بشعائره، ويعرف أسراره، ويعيش أجواءه، هذا الشهر الكريم الجميل الذي تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب النيران، وتُسلسل فيه الشياطين، ويُنادي فيه منادٍ كل ليلة فيقول: (يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشرِّ أقصر)، فهو شهر ليس كباقي شهور العام، إذ إنَّه شهر التَّسامح والكرم والبذل والعطاء.

من جمال هذا الشهر أنَّ فيه ليلة القدر، وهي ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، فكلُّ مسلم في العالم يتمنَّى أن يُوفِّقه الله لقيام هذه الليلة ذات الأجر العظيم والثواب الجزيل، ومن جمال هذا الشهر أنَّه شهر القرآن الكريم، ليس فقط لحرص الناس على قراءة القرآن فيه، والقيام به في صلاة التراويح والتهجد، بل لأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- اختاره أيضًا من بين كل شهور العام لإنزال القرآن العظيم فيه، فهو شهر القرآن الذي هو هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان، ومن جمال هذا الشهر أنَّه شهر المغفرة والتراويح، فمَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه. ومن جماله أنَّه شهر الاعتكاف في المساجد، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في الثلث الأخير حتى توفَّاه الله.


رمضان جميل، ولا يوجد شهر في العام جميل كجمال رمضان، فهو شهر تكفير الذنوب، وصلة الأرحام، وهو شهر التوبة والغفران، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفِّرات لما بينهنَّ إذا اجتُنبت الكبائر)، وجمال رمضان يزداد بالجود والإحسان، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجود ما يكون في شهر رمضان، وهو شهر الصدقات، ومضاعفة الحسنات، ورفع الدرجات، وشهر الكرامات، وما أجمل رمضان لأنَّه يُطهِّر النفوس، ويُهذِّب الجوارح، ويُنقِّي الوجدان، ويُزكِّي الأخلاق، وهو موسم تدريب هام يساعد على ترك الخصال السيئة، والتعوُّد على الخصال الحسنة، كالصبر والحلم والمودة والمواساة.

رمضان جميل، ولهذا الجمال تجد القلوب تهفو إليه وتتعلَّق به، وتأمل في بلوغه لتجتمع في ظلاله وتتصافح القلوب قبل الكفوف، وتتسامح الأرواح، ويقبل بعضنا بعضًا، ويدعو بعضنا لبعض، ويبتسم بعضنا لبعض، ولا يمكن أن تجد مثل هذه المشاعر النبيلة طاغية على الناس طوال العام إلاَّ في شهر رمضان، وهذا من جمال رمضان.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»