السبب الراجح لشحّ التسامح!!

مِن الوَاضِح أَنَّ المُجتمعَات العَربيَّة؛ تُعاني مِن أَنيميَا حَادَّة فِي التَّعايش، وفَقْر فِي التَّسَامُح، وضمُور حَاد فِي التَّحمُّل، بَين الطَّرف والطَّرف الآخَر..!

وهَذه الأوجَاع – وأَعني بِهَا غِيَاب التَّسَامُح والتَّعَايُش- تَكاد تَكون لَازِمَة مِن لَوَازِم العَالَم العَربي، وصِفَة مِن الصِّفَات التي يَمتَاز بِهَا..!


وإذَا كُنَّا نَسخَر مِن الذين يُردِّدون عِبَارَات مِثل: «هَذه العَادَة دَخيلَة عَلينَا، وغَريبَة عَلَى مُجتمعنَا»، فإنَّنا نَقول: إَنَّ غِيَاب التَّسَامُح – فِعلا- دَخيلٌ عَلى مُجتمعنا، لأنَّ الذين عَاشُوا قَبل 40 أَو 50 سَنَة؛ كَانوا يُحدِّثوننَا عَن قِيَم بَاهِرَة مِن التَّسَامُح، والتَّصَالُح بَين كُلِّ الطَّوَائِف والشَّرَائِح، وحَتَّى نُدلِّل عَلى ذَلك، دَعونا نَقرَأ القصَّة التَّالية: يَروي الدّكتور «رجاء النقَّاش» عَن الأَديب «نجيب محفوظ»؛ فِي كِتَابه «صَفحَات مِن مُذكِّرات نجيب محفوظ» قَوله: (كَانت وَالدتي تَذهب لزيَارة الآثَار القِبطيَّة -خَاصَّة «دير مارجرجس»-، وتَأخذ المَسأَلة عَلى أَنَّها نَوع مِن التَّسامح والمُشَاركة، ومِن كَثرة تَردُّدهَا عَلى الدّير، نَشَأَت صَدَاقَة بَينهَا وبَين الرَّاهِبَات، وكُنَّ يُحببنها جِدًّا. وذَات مَرَّة مَرِضَت وَالدتي، ولَزِمَت البَيت، ففُوجِئنَا بوَفدٍ مِن الرَّاهِبَات يَزورها فِي البَيت، وفِي ذَلك اليَوم حَدث انقلَاب فِي شَارع «رضوان شكري»، لأنَّ النَّاس لَم يَروا مِثل هَذا المَنظر مِن قَبل، وكُنتُ عِندمَا أسأَلهَا عَن حُبِّها لـ»الحسين ومارجرجس» -فِي نَفس الوَقت- تَقول: «كُلّهم بَركَة»، والحَقيقَة أَنَّني تَأثَّرتُ بهَذا التَّسَامُح الجَميل، لأنَّ الشَّعب المِصري لَم يَعرف التَّعصُّب، وهَذه هي رُوح الإسلَام الحَقيقيَّة)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!


بَقي القَول: هَذه قصَّة مِن قصَص كَثيرة، تَدلُّ عَلى عُلوّ كَعب التَّسَامح، وارتفَاع شَأن التَّعايُش بَين النَّاس، رَغم قِلّة المُتعلِّمين والمُتعلِّمَات آنذَاك. الآن زَاد المُتعلِّمون والدَّارسون، وقَلَّ التَّسَامُح والتَّعَايُش، وهَذا مِن غَرَائب الأمُور، لأنَّ البَاحِثَة والمُؤلِّفَة المُكَافِحَة السيّدة «هيلين كيلر» تَقول: (التَّسَامُح هو أَعلَى دَرجَات التَّعليم)..!!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني