مظاليم التاريخ !!

· التاريخ لا يكتبه المنتصرون فقط .. بل حتى الحاقدون ، والظلمة ،وأصحاب الأهواء ساهموا في كتابة أجزاء كبيرة منه. مشكلة التاريخ الأكبرأنه لا يفرق بين الصادق وما دون ذلك .. لذا فثمة الكثير من الشخصيات العربية وغير العربية ظلمها التاريخ بقوة ،حين صبغها في المخيلة الجمعية بصور سلبية مخالفة للواقع، فصارت مثاراً للفكاهة والتندر لأسباب ظالمة وغير صحيحة ‏! .‏

· خذ مثلاً .. كل ما تقرأه عن ليالي هارون الرشيد الماجنة ، وسهراته ونزواته ،هو زيف وكذب وضعه ( شعوبيون ) بهدف الإساءة إلى الخليفة الذي كان يبعدهم عن بلاطه، حتى نوادره مع أبي نواس كانت محض افتراء على الطرفين ،بعد أن أثبتت ( دراسة دكتواره ) أن الرشيد لم يقابل أبا نواس طيلة حياته !.


· ولا يختلف الحال مع كافور الإخشيدي كثيراً ،فهو من فئة مظاليم التاريخ العربي ، فالرجل الذي حكم مصر من ‏946‏ إلى‏968‏ كان من الحكام الذين واجهوا الأخطار التي كانت تحدق بمصر ببسالة .‏.‏لكن كل مآثره وإنجازاته توارت ، أمام هجاء المتنبي ؛ وأبيات السخرية اللاذعة التي دبجها فيه ، والتي جعلت منه أضحوكة للأجيال ‏.‏ ولم يستطع كل المؤرخين الجادين إعادة الحق إلى كافور وتعديل كفة الميزان التي مالت بقوة بفعل عبقرية المتنبي الشعرية وحب الناس له !‏.‏

· هل سمعت بأحكام قراقوش الخرقاء والجائرة ؟! .. حسناً إنه ( بهاء الدين قراقوش) القاضي الرزين الذي كان محل ثقة صلاح الدين الأيوبي ، لكن اسمه أصبح مرادفاً للتسلط والديكتاتورية بعد أن وقع هو الآخر ضحية لشاعر كذوب اسمه «أسعد بن محاتي» كتب فيه كتاباً سماه « الفاشوش في أحكام قراقوش» أظهره في صورة الظالم العنيد الذي يصدر أحكاماً حمقاء ويجبر الناس على تنفيذها‏.‏ مات قراقوش ومات الشاعر، وبقيت التهمة ملازمة لكل حكم قضائي لا يعجب الناس‏.‏


· أما باريس التي كانت شوارعها تغرق في بحور النفايات والقمامة في القرن الثامن عشر، فقد فرض عمدتها السيد «بوبيل‏» ‏على السكان أن يضعوا نفاياتهم في صناديق خشبية كان قد وزعها على الشوارع‏، وأمر بمعاقبة من يخالف ذلك‏.‏ فلم يجد أهالي باريس الذين ضاقوا ذرعاً بأوامر «مسيو بوبيل» الصارمة أفضل من إطلاق اسم‏ «بوبيل» على صناديق القمامة انتقاماً منه‏.‏ ومازال اسم‏ «بوبيل‏»‏ يعني بالفرنسية‏ «زبالة»..‏ مما دفع بسلالة الرجل (الذي نظف باريس) إلى تغيير لقب أسرتهم بعد أن أصبح مثاراً للسخرية والانتقاص‏.‏

· فارس آخر من فرسان فرنسا في القرن السادس عشر يدعى « لابليس» سقط قتيلاً في إحدى المعارك لكن حظه (الأقشر) جعل أحد الشعراء يرثيه بقصيدة قال في أحد أبياتها ‏: «وقبل أن يموت بربع ساعة‏..‏ كان لا يزال حيا‏ً».‏ وكان هذا الجزء البسيط كفيلاً بأن يجعل اسم «لابليس» يعني الكلام الفارغ الذي لا معنى له في اللغة الفرنسية .

· التاريخ -خصوصاً تاريخنا العربي - بحاجة لمحاكمات ومراجعات مطوّلة لتنقيحه وتطهيره من شوائب ‏الحاقدين والظالمين.. ولو نطق الأموات لأصبحت معظم صفحاته مجموعة من الأكاذيب !.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»