أخطاء وزارة التعليم

نحن بشر والأخطاء عادةً ما تقع من البشر، وهناك أخطاء صغيرة يمكن أن يتم التغافل عنها وتجاوزها وهناك أخطاء كبيرة لا يمكن السكوت عليها والتنصل منها بل لا بد من التوقف عندها والعمل على سرعة معالجتها، وفي كل الأحوال فإن وجود الخطأ لا يعني نهاية الطريق أو الحكم بالفشل ولكنه يعني وجود تجربة خاطئة يمكن أن يتم التعلم منها والبدء من جديد في تجربة أخرى مع الحرص على عدم تكرار الأخطاء السابقة مما يساهم في تحقيق نجاح وإنجاز مستقبلًا.

بعض الناس ينكرون أخطاءهم ويجادلون بشأنها بل وأحيانًا يحاربون عنها ويحاربون من يحاول تقويمها وتصحيحها معتقدين بأنهم بهذه الطريقة سيتمكنون من إخفائها أو محوها وهم بذلك يخطئون مرتين الأولى في ارتكاب الخطأ والثانية في عدم الاعتراف به، وهناك آخرون يعترفون بأخطائهم ولكنهم لا يتعلمون منها ولا يحرصون على تجنب تكرارها وأمثال هؤلاء يكررون الأخطاء وينتقلون من فشل إلى آخر ويعانون من عقدة الذنب والخطأ ويصلون لمرحلة ييأسون من خلالها في الإصلاح والتطوير، أما الصنف الثالث فهم من يعترفون بأخطائهم ويعتذرون عنها ويحاولون جاهدين التعلم منها والبداية من جديد لتحقيق النجاح والأصرار على تصحيح الأوضاع.


مؤخرًا وقع خطأ مطبعي في كتاب الدراسات الاجتماعية تمثل في ظهور صورة الشخصية الخيالية (يودا) بجوار جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) وقد أفادت وسائل الإعلام بأن الصورة عمل فني لأحد الفنانين وقد تم طباعته عن طريق الخطأ في ذلك المنهج، كما ظهرت بعض الأخطاء الأخرى والتي جعلت العديد في وسائل التواصل الاجتماعية تطالب بإقالة وزير التعليم ومحاسبة الذين ارتكبوا تلك الأخطاء.

وزارة التعليم بدورها اعترفت بالخطأ وأعلنت اعتذارها وأصدر الوزير بالأمس قرارًا بإنهاء تكليف وكيل الوزارة للمناهج والبرامج التربوية وإنهاء تكليف من كلفهم بمراجعة واعتماد الكتب المدرسية في تلك الوكالة وأسند طباعة ومراجعة الكتب المدرسية إلى شركة تطوير للخدمات التعليمية وشكل لجنة برئاسة نائب وزير التعليم وعضوية عدد من المسؤولين تختص بإعادة هيكلة وكالة المناهج والبرامج التربوية واحتياجاتها البشرية، كما قام بتكليف وكيل جديد للمناهج.


هذا العلاج المقترح من معالي الوزير لتصحيح ذلك الخطأ والتأكد من عدم تكراره، والمستقبل كفيل بالتأكد من صحة ذلك العلاج من عدمه فإن تكرر الخطأ مرة أخرى فيعني ذلك أننا نحتاج إلى علاج آخر وان ذلك العلاج فشل وإن لم يتكرر فيعني ذلك بأن العلاج ناجع ولكن هناك ملاحظات أخرى لاتزال موجودة في منظومة التعليم غير أخطاء الطباعة وهي واضحة وتتطلب وقفات مشابهة وعلاجًا جذريًا ومعالجة مستمرة ولا حاجة للانتظار لوقوع أخطاء جديدة حتى يتم تداركها ووضع العلاج الناجع لها.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»