مشكلة إسرائيل اسمها فلسطين لا كردستان!

وحدها إسرائيل التي وقفت بجوار «استقلال كردستان»، انطلاقًا من قناعتها بضرورة «الانعتاق من الاحتلال»، و»وقف أعمال وأشكال الاضطهاد والتعسف»، و»حق الشعوب في تقرير مصيرها»، وفي «إقامة دولتها المستقلة»!! تأمَّل معي في مبررات دعم إسرائيل لكردستان، لتعرف إلى أي مدى تلتزم بقاعدة: اكذب واكذب حتى يُصدِّقك الناس! لقد فات إسرائيل وهي تؤكد حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي إقامة دولتها المستقلة أن تقول: وعاصمتها القدس!

أما عن عبارة «الانعتاق من الاحتلال، ووقف أعمال وأشكال الاضطهاد والتعسف»، فقد كان ينقصها كذلك كلمة «الإسرائيلي»!


لن أتطرق إلى تشبيه أو إسقاط الحالة أو الحال في أربيل على الحال في القدس المحتلة، فهذا خطأ سياسي وتاريخي وجغرافي ورياضي، بل وثقافي وموسيقي إذا علمت أن الشاعر الكبير بلند الحيدري والفنان العراقي المبدع صلاح عبدالغفور، كرديان، وإذا علمت أن العنصر الكردي ينتشر بسلامٍ وأمان بل بإتقان وإبداع في الحضارة العربية كلها.. فقهًا وأدبًا وثقافةً وفنًّا، دون أن نعرف مثلا أن أصل أمير الشعراء أحمد شوقي كردي، وكذلك فقيه الأمة ابن تيمية.. ولم نذهب بعيدًا ونحن نتحدث عن كردستان؟ أليس صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس كرديًّا؟!

نعود إلى ضرورة وقف أعمال وأشكال الاضطهاد والتعسف التي شعرت بها إسرائيل في أربيل، ولم تشعر بها في القدس المحتلة، وتأثرت بها في السليمانية، ولم تتأثر بها في غزة! وآلمتها في دهوك، ولم تؤلمها في الرملة! ونقول: إن إسرائيل الملتاعة والمتألمة والمشفقة على كردستان العراق تعتقل 120 طفلا فلسطينيًّا شهريًّا في القدس والخليل، بشهادة نائب المدير التنفيذي للجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك هاملتون، والمدير التنفيذي للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أليكس كماروتس!


هذا على مستوى الأطفال، أما على مستوى النساء فقد ارتفع عدد المعتقلات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 56 معتقلة بينهن 13 قاصرًا، وأشهرهن الطفلة «ملاك»!

من حسن الحظ أو قُل من الحكمة وحسن التقدير أن مسعود بارزاني لم يستخدم يومًا مصطلح «الاحتلال العراقي لإقليم كردستان».. أما العالم كله فيستخدم مصطلح بل حقيقة «الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين»!

في ضوء ذلك، يصبح من واجبات إسرائيل أو من موجبات المرحلة أن تُركِّز إسرائيل في تحسين سمعتها قليلاً أمام خُطَّابها من العرب، لكن، ولأنها لا تعرف الواجب، فلتُدرك جيدًا أن الأطفال.. أطفال فلسطين الذين تعتقلهم.. يُجيدون الصعود فوق أكتاف الألم، وأن الأمهات الفلسطينيات المعتقلات وغير المعتقلات يُرضعن أطفالهن عشق الوطن، وأن كبار السن يتمسكون بالسير فوق أعتاب المحن!

لقد بات من الواضح أن إسرائيل مازالت تتمسك بنظرية عوديد ينون مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، التي طرحها عام 1980 والتي يدعو فيها صراحة إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة دول، دولة كردية في شمال العراق، وأخرى شيعية في الجنوب، وثالثة سنية في الوسط.!

مشكلة إسرائيل الكبرى اسمها دولة فلسطين وعاصمتها القدس.. لا إقليم كردستان وعاصمته أربيل!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني