السياسة بين الرياض وموسكو..!

الحفاوة والتكريم اللذان شهدناهما لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته التاريخية لروسيا كانا محل إعجاب من الشعبين الروسي والعربي لما حملته الزيارة من آمال في سبيل التعاون وتوطيد العلاقات التي تخدم مصالح الطرفين.

وفي عالم السياسة تتحدد المواقف بناءً على المعطيات التي بدورها تحدد الثقل السياسي والاقتصادي والمكانة الدولية للأطراف الراغبة في التقارب والتحاور حول أمور جيوإستراتيجية جوهرية. والملك سلمان عندما قبِل دعوة موسكو سبق ذلك عدد من الزيارات لولي العهد مهَّدت للتقييم والتقدير من الطرفين عن إمكانية نجاح الزيارة وتحقيق نتائج تخدم الأهداف الإستراتيجية وتوظف الإمكانات للتصدي للمعوقات التي تواجه الدول المؤدية بدورها لاحتواء الصراعات والنزاعات الإقليمية التي تُقلق الدول ولا تَحِل المعضلات الكبرى المسببة للنزاعات الداخلية وفتحت المجال للتدخلات العسكرية.


في مجال الطاقة، روسيا والمملكة أهم قطبين في العالم، وفي مجال التجاذبات السياسية الطرفان معنيان بملفات يتطلب الأمر التنسيق والحوار حولها، منها ضرورة حل الصراع في سوريا والقضية الفلسطينية والموقف من إيران وتدخلاتها في المنطقة مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وروسيا بلد كبير وعريق وبه من الثراء الحضاري والموارد الطبيعية ما يميزه على غيره في أوروبا، وعندما كان الاتحاد السوفيتي يضم منظومة عدد من الدول الإسلامية كان هناك الكومنولث البريطاني والفرانكفونية في أفريقيا.والمملكة تحمل معها ثقل ما يزيد على خمسين دولة عربية وإسلامية وهي في موقع الريادة بينها، كما أنها أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك وكلمتها نافذة بسبب استمرار سياستها النفطية المعتدلة التي ضمنت الاستقرار في مجال الطاقة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي ونموه المضطرد منذ اكتشاف النفط في المنطقة العربية بكميات تجارية ومن خلال ذلك قدمت خدمات عظيمة للإنسانية جمعاء .ومن هذا المنطلق الأخلاقي العملي والمعتدل استحقت أن تكون من مجموعة العشرين الاقتصادية العالمية.

تقارب المملكة مع الصين وروسيا تمليه المصالح الاقتصادية والطاقة البترولية والغازية، حصان الرهان الواعد في هذه المرحلة قبل ظهور بدائل في عالم الطاقة تقلل من أهمية البترول ،ومن أجل إيجاد بدائل لتنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد الكلي على النفط. سياسة التسلح ليس من السهل تحريكها لأن هناك عوامل على الأرض تؤخذ في الاعتبار مثل اللغة والتدريب والصيانة والمخزون الإستراتيجي واتفاقات التوريد بعيدة المدى ولكن البدايات عادة ما تكون انتقائية نوعية لبعض الأسلحة لكسب التجربة والتعود على الاستخدام الميداني. تقنية التصنيع التي تم الاتفاق عليها في مجال الأسلحة الخفيفة بداية عملية تخدم الطرفين الروسي والسعودي.


وآخر القول إن الزيارة كانت ناجحة وملفتة للاهتمامات العالمية لما قد يترتب عليها من تداعيات في مجال التحالفات الدولية.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»