إعادة تعريف الفساد

الضربة الموجعة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -الأسبوع الماضي ضد الفساد بكافة أشكاله وأنواعه ساهمت في إعادة تعريف الفساد لدى كثير من أفراد المجتمع،فقد كان يعرف الفساد بأنه استغلال منصب ما من أجل القيام بأعمال وخدمات لشخص ما أو مجموعة أشخاص بشرط الحصول على مقابل مادي لذلك،كما كان يعرف بأنه الاستخدام السيىء للوظيفة وعدم القيام بالأعمال والمهام المطلوبة بطريقة صحيحة وذلك بشكل متعمد ليتمكن من الحصول على مردود مادي شخصي ليقوم بها بشكل صحيح .وكثيراً مانجد الفساد لايعتمد على وظيفة أو مهنة معينة بل يعتمد على طبيعة الفرد الذي يقبل بالفساد كقبوله للرشوة لإنجاز مهمة معينة هي من أساس عمله،أو تمرير بعض المعاملات متجاوزاً النظام أو الاحتيال على بعض القوانين أوعدم الالتزام بنظام العمل في الحضور والغياب وادعاء أنه على رأس العمل،وغيرها من أعمال الفساد المختلفة التي انتشرت في صور وأشكال عديدة .

اللجنة العليا لمكافحة الفساد التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتأسيسها الأسبوع الماضي وما تبعها من استدعاءات لمجموعة من الأشخاص بلغ عددهم 208 أشخاص،لم تساهم فقط في فتح ملف الفساد مرة أخرى بل إنها ساهمت في إعادة تعريف الفساد بشكله الحقيقي وذلك من خلال البداية القوية التي استطاعت تلك اللجنة أن تطلق أعمالها من خلالها، فكسبت ثقة وتأييد المواطنين واحترامهم خصوصاً بعد قيام البعض بنشر بعض أسماء من تم استدعاؤهم ودهشة المجتمع من معرفة تلك الأسماء.ولم يقتصر ذلك التأييد على المستوى المحلي بل تعداه إلى المستوى الإقليمي والعالمي،فقد عبر الرئيس الأمريكي عن ثقته في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده مؤكداً أنهما يعرفان مايفعلانه .


في الماضي كان البعض يعتقد بأن بعض الممارسات الخاطئة في العمل لاتُعد فساداً وأن بعض السلوكيات السيئة هي أفعال شخصية وأن عدم احترام قانون العمل والتقيد به هي أخطاء إدارية فردية لاترقى لأن تكون فساداً أو جريمة وأن الانشغال بتوفير دخل مادي إضافي خلال عمله الأساسي لايعد مخالفة،وأن اعتماده على ( الواسطة ) في إنجاز المعاملات إنما هو علاقات عامة ومايصله من هدايا إنما هو تقدير شخصي لمهاراته ومايحصل عليه من خصومات إنما هو لمكانته وغيرها من مظاهر الفساد المختلفة والتي كانت تظهر في مجتمعنا بمسميات أخرى .

اليوم قدمت اللجنة العليا لنا مفهوماً ومعنى جديداً للفساد ،وأصبح الكل أكثر حذراً وانتباهاً لهذا الشأن،وتم إلغاء كل المسميات الوهمية السابقة والتعريفات المختلفة للفساد وبقي تعريف واحد جديد وهو أن الفساد هو كل عمل مخالف للقانون أوالنظام من أي مصدر كائناً من كان.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»