هبات ومكرمات على شكل معلومات!

أَعتَقد جَازِمًا أَنَّ مَا يُسمَّى بعَصر التَّخصُّص؛ أَوشَك عَلَى الانقِرَاض، لأنَّنا نَعيش فِي عَصر تَداخُل الحقُول، وسهُولة الحصُول عَلَى المَعلُومَة، ومَهمَا أُوتي الإنسَان مِن عِلم، فقَد أُوتي شَيئًا قَليلًا، وقَد يَجد عِند غَير المُتخصِّص شَيئًا؛ لَا يَعرفه عَن تَخصّصه..!

بَين فَترةٍ وأُخرَى، أَطرَح مَوضوعًا عَن السَّعَادَة أَو القِرَاءَة، أَو عَن قصّة أُغنية، أَو عَن سَبَب تَسمية شَيء مِن الأَشيَاء، أَو عَن حِكَاية كِتَاب، أَو عَن مَعلُومَة رِيَاضيَّة، أَو عَن مَعلُومَة فِقهيَّة، فيَردُّ عَليَّ بَعض البُسطَاء والدَّهْمَاء قَائلين: «مَن أَنتَ حَتَّى تَقول هَذا الكَلَام»؟، أَو «مَا هو تَخصّصك حَتَّى تَقدَح مِن رَأسِك»؟، أَو «مَا بَقي إلَّا أَنت أَيُّها الرّويبضَة، حَتَّى تَتحدَّث فِي هَذا المَوضوع»، أَو «هَزُلت.. مَا بَقي إلَّا أَنتَ أَيُّها السَّامج، حَتَّى تَتطفَّل عَلَى هَذه القَضيَّة»..!


إنَّني أَقول بالفُم المَليَان لكُلِّ هَؤلاء: العَهد الذي بَيني وبَينَكُم المَعلُومَة، وذِكر مَراجعهَا، فالبَطَل فِي عَصر التّكنُولوجيَا؛ هو مَن يَملك المَعرفَة، والمَعرفَة -كَما تَعلَمُون- سُلْطَة فِكريَّة تُعتبر مِن أَقوَى السُّلطَات فِي العَالَم، مَن عَرفهَا فهو أَولَى بِهَا، وقَد قَال أَسلَافنَا القُدمَاء: (مَن حَفِظَ، حُجَّة عَلَى مَن لَم يَحفَظ)..!

إنَّ المَعلومَة ضَالة المُؤمن، وهو أَحقُّ بِهَا أنّى وَجدهَا، ومِئَات المَرَّات أَرشَدني القُرَّاء إلَى خَطأ وَقعتُ فِيه، أَو إلَى مَعلومَة لَم أَكُن أَعرفهَا، أَو إلَى فِكرَة لَم تَرِد فِي ذِهنِي، وهَؤلاء القُرَّاء لَيسوا مِن حَملة جَائزة نُوبل، بَل هُم مُجرَّد قُرَّاء عَاديّين، حَتَّى أَنَّ بَعضهم «يَا دُوب يفكّ الحَرف»..!


حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: كُلُّنَا يَذكر مَقولة عمر بن الخطاب -رَضي الله عَنه- عِندَما كَان يَخطب عَن غَلَاء المهُور، فرَدَّت عَليه امرَأة مِن عَامَّة النَّاس بالآيَة الكَريمة: (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)، فقَال سيّدنا عمر عِبَارته الشَّهيرة: «أَخطَأ عُمَر وأَصَابت امرَأة»..!!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني