كاسرو الصمت!

اختارت مجلة التايم هذا العام شخصية اعتبارية عامة؛ هي فئة أسمتها المجلة (كاسرو الصمت)، والتي تجاوز عدد المشاركات فيها 12 ألف سيدة حتى اللحظة، إنهن (أولئك النساء اللائي حطَّمن حاجز الصمت تجاه الاعتداءات والتحرشات الجنسية على مدى عقدين أو 3 عقود خلت)، هذه السلسلة من كسر الصمت بدأت قبل 3 أو 4 أشهر بعد ثبوت التهمة ضد مؤسس (فوكس الإخبارية)، ثم أعقبتها تهمة المنتج السينمائي الشهير في هوليود السيد/ وينستاين الذي ظل يمارس (عملته) الفاضحة مع عدد غير يسير من الراغبات في الشهرة وتسلق السلم الفني سريعًا، إذ كانت له كلمة عليا في تحديد من هن الجديرات، ومن هن المتأخرات.

هذا الكسر المتدرج للصمت القاتل عن اعتداءات طالت فتيات وفتيانًا أيضًا، ولم تسلم منها معظم القطاعات الكبيرة التي تحظى ببهرجات إعلامية ومناطق نفوذ سياسي واجتماعي. لم يسلم منها قطاع العمل الإعلامي أولًا، وهو من أكثرها إغراء وجاذبية كون الجمال الأنثوي معيارًا مهمًا من معايير البزوغ والشهرة، وقطاع الأعمال فيه من (الرزايا) ما فيه، وهو القطاع الذي يستوعب أعدادًا كبيرة جدًا من القوى العاملة في أي دولة! طبعًا ليس شرطًا أن تظهر كل قضية إلى السطح، ولو ظهر عُشرها لكان الرقم هائلًا وكبيرًا، الصمت لا يزال سيِّد الموقف وكثيرات يفضّلن الاستمرار صامتات، بل حتى كثيرون. فتنة الجنس الآخر هي الميدان الأكثر خصوبة لأهواء النفس وإغواءات الشيطان.


وكذلك لم يسلم قطاع السياسة وصناعة القرار من هذه الفضائح المدوية في الولايات المتحدة، خاصة على مستوى الجهاز التشريعي، فكم من نواب وسيناتورز فُضحوا خلال الأسابيع القليلة التي مضت، حتى إن رئيس مجلس الشيوخ في ولاية ماساشويتس المتزوج على (شاب) يصغره بأكثر من 35 سنة، تعرَّض لحملة من الهجوم المباشر؛ لأن زوجه (الشاب) تحرَّش بعدد من الذكور العاملين في مكتب السيناتور.

ولا يحسبن أحد أن الدرس المستوعب هو عدم التحرش أو الاعتداء، بل هو مستقبلًا سيتضمن استصدار وريقة عليها (موافقة) مكتوبة على كل علاقة تتم حتى دون رضا الطرف المغلوب على أمره.

أخبار ذات صلة

الدعاء.. سلاحٌ أغفلته الأمة
(نوبكو).. واستدامة الصناعة
أبو وجهين!!
أثر الأدب في تشكيل هوية الشعوب
;
مطبـــــــــات
الداخلية تواصل الإبهار.. بمبادرة «طريق مكة»
التهديد النووي يتصاعد في حرب أوكرانيا
عودة مادة (الخط)!
;
توقعات الطلاب حول الرواتب..!!
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
المملكة.. عطاء وهندسة أداء
أنيس منصور.. عاشوا في حياتي
;
بيئات التعليم الجاذبة ورحلة مثيرة للتفكير والتعلم
من الستين إلى التسعين
أغسطس.. وأبناؤنا الطلاب!
دجاج ٦٥!!