ليتهم من زمان كسروا الفنجان

أَعلَنتُ الحَرب مُنذ فَترَة عَلى «القهوَة»، نَظراً لأنَّها آَفة للمَال، ومضرَّة للصحّة، ومُعيقَة للعَمَل، وأَخيراً لأنَّ لَها «سلُوم» وقَوانين وأَنظِمَة؛ يُسمُّونها «عَادَات العَرَب»، بَينمَا هي مِن «خَرَابيط الأَعرَاب».. وحَتَّى أُبيِّن لَكُم آفَة هَذه الخَرَابيط، دَعونَا نَقرأ سِيرة الفَنَاجين كَمَا وَردَت فِي أَغلَب روَايَات أَهل البَادية، حَيثُ يُقسِّمونهَا إلَى أَربَعةِ فَنَاجين:

(الأوَّل «فِنجَان الهـيف»: وهو الفِنجَان الذي يَحتَسيه المضيف؛ قَبل أَنَّ يُقدِّم القَهـوَة لضيُوفِهِ، وقَديمًا كَانت هَذه العَادَة عِند العَرَب؛ ليَأمن ضَيفهم مِن أَنْ تَكون القهوَة مَسمُومَة..!


الثَّاني «فِنجَان الضّـيف»: وهو الفِنجَـان الأوَّل؛ الذي يُقدَّم للضّيف كوَاجب الضِّيَافَـة، وقَد كَان الضّيف قَديمًا فِي البَادية؛ مُجـبَرَا عَلى شُربه، إلَّا فِي حَالـة العَدَاوَة، أَو أَنْ يَكون للضّيف طَلَب صَعب عِند المضيف، فكَان لَا يَشربه إلَّا بَعد وَعدٍ مِن المضيف بتَلبية طَلبه، وقَد كَان مِن عَظَائِم الأمُـور أَنْ يَأتي إنسَان إلَى بَيتك، ولا يَشرب فِنجَانك إلَّا بَعد تَلبية طَلبه، فأَنتَ حَتمًا مُجـبَر عَلَى التَّلبيـة، وإلَّا لَحِقَ بِكَ العَـار عِندَ النَّـاس..!

الثَّالِث «فِنجَان الكـيف»: وهو الفِنجَـان الثَّاني الذي يُقدَّم للضِّيف، وهو لَيس مُجـبَراً عَلى شُربهِ، بَل هو مُجرَّد تَعديل كيف ومَزَاج الضّيف، وهو أَقَل فَنَاجين القَهـوَة قـوّة فِي عَادَات العَرَب..!


الرَّابِع «فِنجَان السّـيف»: وهو الفِنجَـان الثَّالث الذي يُقدَّم للضّيف، وهَذا الفِنجَـان غَالِبـاً مَا يَتركـه الضّيف ولَا يَحتَسـيه، لأنَّه أَقـوَى فِنجَـان قَهـوة لَدَى عَرب البَادية، إذْ أَنَّه يَعـني أَنَّ مَن يَحتَسـيه؛ فهـو مَع المضيف فِي السَّرَّاء والضَّرَّاء، ومُجـبَرٌ عَلَى الدِّفـاع عَنه بحَـدِّ السّـيف، وشَريكه فِي الحَرب والسِّلم، يُعَادي مَن يُعَاديه، ويَتحَالَف مَع حُلفَـائِهِ، حَتَّى وإنْ كَان مِن بَين حُلفَائِهِ؛ أَعدَاء للضّيف فِي الأَصل، فقَد كَان هَذا الفِنجَـان؛ عِبَارَة عَن عَقد تَحَـالُف عَسكري بَين الضّيف والمضيف، حَيثُ كَان -هَذا الفِنجَان- يُحمِّل النَّـاس أمُوراً شَديدة، فيُواجِهُون المَوت بسَببه، لِذَلك كَانُوا يَتحَاشُـونه)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذا فِنجَان مَقَال العَرفج، مَن شَاء فليَحتسيِهِ، ومَن شَاء فليُطعمه التُّرَاب..!!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني