هل السعادة مرتبطة بالدخل؟

معظم الناس يبحثون عن السعادة ويعملون جاهدين لتحرِّي كل السبل للحصول عليها، بالرغم من أنهم يختلفون في تعريفها، فمنهم مَن يراها في «اللذة»، والتي تُفسِّر بأنها غياب الألم والإزعاج، وآخرون يرونها في «الشعور بالرضا في ظل غياب القلق أو الاضطراب أو تعكُّر المزاج»، في حين عرَّفها بعض العلماء بأن «اللذة والسعادة عند ابني آدم هي معرفة الله عز وجل»، كما يختلف الناس في تحديد السعادة الحقيقية، فبعضهم يراها في امتلاك الأموال والبيوت الفاخرة والسيارات الفارهة والمجوهرات، وآخرون يرونها في تقلُّد المناصب العليا، في حين يرى البعض أن السعادة تكمن في تحقيق الغرائز والشهوات والوجاهة، وبعضهم يراها في الصحة والعافية.. وغيرها من الأمنيات.

بالأمس، قرأت في صحيفة (مكة) خبرا في الصفحة الأخيرة بعنوان: (كم من المال يكفيك لتكون سعيدا؟)، تضمَّن الخبر نتائج عن دراسة مسحية حديثة أجراها علماء نفس في جامعتي بوردو وفرجينيا على مليون شخص حول العالم، ونشرها منتدى الاقتصاد العالمي أمس الأول، وأشار الخبر بأنه بالرغم من أن السعادة تزداد بازدياد المال، إلا أن الشخص يصل إلى مستوى من الدخل يتوقف بعده ازدياد مقدار سعادته ورضاه عن حياته، فما أسموه (نقطة الإشباع)، وجدوا أنها تختلف باختلاف المناطق حول العالم، وكانت بالنسبة للدول العربية ومن ضمنها السعودية 36 ألف ريال شهريا.


الإنسان يكد في هذه الحياة طمعا في تحقيق دخل مادي أعلى يتمكن من خلاله من توفير كل احتياجاته، وتحقيق مستوى من الرخاء له ولأسرته، فهو كلما ارتفع دخله وحقق مكاسب أعلى تمنَّى أن يحصل على دخلٍ أعلى من ذلك، وأن يرفع رصيده في البنك لأرقامٍ أكبر، وكلما امتلك منزلاً تمنَّى لو كان له أكثر، ظنا منه بأنه مع المزيد من المال ستتحقق المزيد من السعادة، غير أن الدراسة تُؤكِّد بأن المال بلاشك عامل مُؤثِّر ومهم في تحقيق الرضا والسعادة، ولكن هناك مرحلة تنتهي فيها تلك العلاقة، وينقطع ذلك الارتباط، فمهما اغتنى الإنسان بعد تلك النقطة، وأصبح ثريا وزاد رصيده في البنك وكثرت ممتلكاته، فليس بالضرورة أن تتحقق له السعادة المطلوبة، إذ تصبح الأرصدة البنكية عبارة عن مزيدٍ من الأصفار، ويصبح عدد من البيوت المملوكة مهجورة، وتبدأ رحلة البحث عن السعادة من جديد في اتجاهٍ آخر غير اتجاه المال، ولكن في نهاية المطاف يبقى الغِنى غِنى النفس هو الأهم، كما يبقى سر السعادة في الرضا بما يُقدِّره الله والقناعة بما كتبه من رزق، وهذا لا يمنع من أن يكد الإنسان ويعمل باستمرار، وبجد واجتهاد من أجل حياة أفضل.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»