الإخوان الليبراليون!!

• من المعروف أن المنهج (البراجماتي) النفعي لجماعة الإخوان المسلمين يقوم على استخدام الدين كمطية لتحقيق أهداف الجماعة السياسية والاقتصادية، وليس على خدمة الإسلام، كما تدّعي، وقد جاءت الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية لتؤكد أن الجماعة (التي قضت معظم سنوات عمرها محظورة) تُوظِّف الدين بالفعل لخدمتها سياسيًا واقتصاديًا وخدمة أعضائها بما يُشكِّل تهديدات جمة وغير محدودة على المناخ السياسي والتنموي في أي دولة تعشعش فيها، فضلًا عن إعاقتها للعملية التنموية والتحديثية للمجتمعات من خلال سياسة الوصاية والجمود التي تمارسها.

• يسهب كتاب (زمن الصحوة) للباحث الفرنسي ستيفان لاكرو في توصيف كيفية تكوّن فروع الجماعة الإخوانية وتفرعاتها في السعودية ومنطقة الخليج منذ خمسينيات القرن المنصرم؛ وحتى تغوّلها وإنشاب مخالبها بالكامل في المؤسسات التعليمية بالمنطقة!. والمتابع لتاريخ الجماعة- التي قال عنها الشيخ الفوزان: إنها تستخدم الدين للهيمنة على مفاصل الدولة- لابد أنه لاحظ أن الجماعة الحربائية كانت تتلوَّن وتتقلَّب حسب ظروف المرحلة، وكيف كانت تستخدم العاطفة الدينية القوية لدى الشعوب المسلمة من أجل الوصول إلى أهدافها الاقتصادية والسياسية بمنطق مَن يمتلك الحقيقة المطلقة والمعصوم من الخطأ!.


• ليس من العجيب ولا من الغريب إذن أن نشاهد اليوم هذا التحوّل المضحك لكثير من أعضاء الجماعة نحو السلفية والوسطية والوطنية وصولًا إلى الليبرالية في بعض الأحيان، بعد أن أسقطت الأحداث والتغيرات السياسية والاجتماعية الكبيرة في عموم المنطقة ورقة التوت الأخيرة عن كثير من التحالفات الخطرة جدًا على أمن واستقلالية دول المنطقة، فكان لزامًا على الكثير منهم تغيير زيّه القديم؛ والتخفيف من حدة الصوت الراديكالي، وذلك بغرض (التقية) طمعًا في الحفاظ على مواقعهم في المناصب الحكومية التي سيطروا عليها لعقود، وهو الأمر الذي يجب أن تتنبَّه له حكومات المنطقة لكشف جذوره.

• لاشك أن الجماعة تواجه اليوم مأزقًا وجوديًا كبيرًا، فكلما اقتربت من الناس بالنهج المعتدل، الذي يبدو أن لا عودة عنه؛ كلما تآكلت كتنظيم سياسي وعقائدي متشدد، وأصبحت مهددة من داخلها بمزيد من الانقلابات والانشقاقات، أما من الخارج فقد باتت مُعرَّضة لخسارة شعبيتها بعد أن شاهد الناس (حربائيتها) وتلوّنها الذي خيَّب آمال الكثيرين من أنصارها بعد اكتشافهم أنها بالفعل مجرد جماعة تستخدم الدين لأغراضها السياسية؛ ولا تخدمه كما تُروّج.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»