في الحركة بركة!!

لَيسَت المَرَّة الأُولَى التي أَكتُب فِيهَا عَن جَريمة المَشي، وأُحرِّضُ النَّاسَ عَلى فِعلهَا، بَل كَتَبْتُ كَثيراً.. ولَكن الجَديد فِي الأَمْر، أَنَّ بَعض الأَصدِقَاء والأحبَاب، طَلبُوا أَنْ أُخصِّص مَقَالاً، يَتنَاول أَفكَاراً حَول المَشي..!

حَيثُ سَأَلني أَحدُهم: لِمَاذَا تُحبّ المَشي، فقُلت: أُحبُّ المَشيَ امتِثَالاً لقَول المَولَى -جَلَّ وعَزّ-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِزْقِهِ)..!


غَير أَنَّ المَشيَ؛ طريقةٌ مُثلَى لحَلِّ المُشكِلَات الزَّوجيَّة، وقَد استَغرب أَحَد الأخصَّائيِّين الأُسَريّين -قَبل عِشرين عَاماً تَقريباً- مِن الأَزوَاج الذين يَسيرون خَلف زَوجَاتهم «الحَوَامِل» بسيَّاراتهم، أَثنَاء مُمَارستهنَّ لريَاضة المَشي، لأنَّهم يُفرِّطون بفُرصةٍ نَادِرَة، يُتيحها المَشي مَع الشَّريك، لحَلِّ المُشكِلَات الزَّوجيَّة..!

كَمَا أَنَّ المَشيَ عِلَاجٌ للقَلَق والاكتئَاب، وقِلّة النَّوم، فقَد أَوصَاني أَحَد عُلَمَاء النَّفس قَائِلاً: (إذَا جَافَاك النَّوم، فعَليكَ بالمَشي.. وإذَا تَعسَّر الهَضْم عِندَك، فعَليكَ بالمَشي.. وإذَا صَعبَ عَليك حَلّ مُشكِلَة، فعَليكَ بالمَشي)..!


أَكثَر مِن ذَلك، يُقَال: إنَّ فِي الحَرَكَةِ بَرَكَة، وهَذا المَعنَى التَقطَه أَحَد الفَلَاسِفَة، قَائِلاً: (المَفروض عَلَى كُلِّ إنسَان أَنْ يَمشِي، لأنَّ مَن وَقفَ مَات مِن الجُوع)..!

وللمَشي فَوائِد عِدَّة، مِنهَا مَا يَتعلَّق بالنَّاحية الصِّحيَّة، ومِنهَا مَا يَتعلَّق بالنَّاحِيَة الفِكريَّة، لِذَلك دَعونَا نَتأمَّل حِكمة الفَيلسوف «كارليل» حِينَ قَال: (لَيس المَشي جيّداً للجِسم فحَسْب، إنَّه جيّد للذِّهن أَيضاً).. لِذَلك أَتعجّب مِن الذين يَهجرون المَشي؛ وهُم بكَامل قُوَاهُم البَدنيَّة.. فإذَا لَم يَمشوا وهُم أَصحّاء، فمَتَى سيَمشُون؟، وهَذا السُّؤَال أَجَاب عَنه الفَيلسُوف «جاراتسي» قَائِلاً: (إذَا لَم تَمشِ وأَنتَ صَحيحُ الجِسم، وَفيرُ العَافية، فسيَأتي يَومٌ تَمشي فِيهِ وأَنتَ عَليل)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: طَلبتُ مِن شَيخي «أبي سفيان العاصي»؛ أَنْ يَمشِي مَعي، فاعتَذَر قَائِلاً: (يَا بُني، أَخشَى أَنْ يَختَلط الأَمْر عَلَى النَّاس، فأنتَ فِي بِلادٍ؛ لَا يَمشِي فِيهَا -غَالِباً- إلَّا الحَوامِل)..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»