علاج البعض من إدمان الرفض!!

تَعلَّمَتْ بَعض شَرَائِح المُجتَمع؛ رَفْض التَّحديث، وهَذَا الرَّفْض لَا يَأتي بطَريقٍ مُبَاشِر، بَل يَأتي عَبر أَغطيَة ومَلَابس، يَبدو مِن ظَاهِرهَا الحِكمة والعَقْل، ولَكن بَاطِنها يَحمل الخِصَام مَع الذَّات، والرَّفض للتَّحديث.. وحَتَّى يَكون الكَلام مُنصبًّا عَلَى أَرْض الوَاقِع، دَعونَا نَستَشهِد بحَالَتين:

الحَالَة الأُولَى: قَبْل أَنْ تَسمَح الدَّولَة بقيَادة المَرْأَة للسيَّارة، كَان الرَّافِضُون لَهَا عَلَى ثَلاثة أَقسَام، القِسم الأَوَّل كَان صَريحاً فِي رَفضه، ويَرَى أَنَّ خرُوجهَا مِن المَنزل؛ فِيهِ إفْسَاد لعِفَّتِهَا وحِشمتِهَا، وهَذا النَّوع مِن الرَّفض، والتَّعَامُل مَعه؛ لَيس صَعبًا، وهو فِي نَفس الوَقت، يُظهر رَفضه صَرَاحَةً، ويُعلن عَن نَوَايَاه.. أَمَّا القِسم الثَّاني، فهو ذَلك المُتفتِّح شَكلًا، والمُنغَلِق مَضمونًا، وهو لَيس كالنَّوع الأَوَّل، بحَيثُ يَرفض فِكرة قِيَادة المَرْأَة للسّيَّارة بوَضوحٍ تَام، بَل يُغلِّف رَأيه بشَيءٍ مِن المَنطِق والحِكمَة، ويَقفِز فَوق القَضيَّة ليَقول: يَا أَخي هُنَاك أمُور أَهَم مِن قِيَادة المَرْأَة للسيَّارة، أَيْن جَودة التَّعليم؟ أَيْن الخدمَات الصِّحيَّة الجَيِّدة؟ أَيْن حِمَاية المُستهلِك مِن غَلَاءِ الأَسعَار؟.. وهو هُنَا يَلبس ثِيَاب الإقنَاع والحُجَج؛ التي تَتَهَاوَى وتَسقُط مَع أَوّل نِقَاش يَدخل.. والقِسم الثَّالِث كَان يَرفض قِيَادة المَرْأَة للسيَّارة؛ مِن بَاب «الطَّقطقَة» والسُّخرية مِن القَضيَّة، فإذَا قُلتَ لَه: إنَّ المَرْأَة ستَقود السيَّارة، قَال بسُخريَة: الحَمدُ لله، انتَهت مُشْكلاتنا، وكُل الأمُور تَمَام..!


هَذه الأقسَام الثَّلاثَة؛ تَنطَبق عَلَى مَشروعٍ حَديث؛ يَدخُل إلَى المُجتَمع، فلَو أَخذنَا الحَالَة الثَّانيَة مَثلًا، وهي السِّينمَا، سنَجد نَفس هَذه الآرَاء الثَّلَاثَة، رَأيٌ يَرفُض بشَكلٍ مُبَاشِر، ورَأيٌ يَقول: هُنَاك أمُور أَهَم مِن السِّينمَا والتَّرفيه، ورَأيٌ ثَالِث يَقول بسُخرية و»طَقطقَة»: أَهَمّ شَيء إذَا سُئلتم يَومًا؛ عَن تَاريخ دخُول السِّينمَا إلَى المَملكَة، فقُولُوا: دَخَلَتْ فِي سَنَة فَوز الاتّحَاد عَلَى البَاطِن؛ بسِتةِ أَهدَاف.

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!


بَقي القَول: يَا قَوم، رَاقِبُوا ردُود أَفعَال النَّاس؛ حَول التَّطوير والتَّحديث والتَّغيير، وسجّلوا مُلَاحظَاتكم، وستَكتَشفُون أَنَّ المُمَانعين والمُتحمِّسين؛ والرَّافضين والقَابلين كُلّهم، يَنطَلقون مِن أَفكَارِهم الشَّخصيَّة، ولَيس مِن أُسسٍ مَعرفيَّة عِلميَّة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»