البُطلان في عبارة «أنباء عن وفاة فلان»!!

حِينَ جَاءَت وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي، جَلَبَت مَعهَا آفَاتها، ومِن أَبرَز هَذه الآفَات، نَشْر الشَّائِعَات، والاستعجَال فِي نَشر الأَخبَار السيِّئَة، وخَاصَّة فِيمَا يَتعلَّق بالوَفيَّات..!

بَين فَترةٍ وفَترَة، تَصلني رِسَالَة تَقول: «أَنبَاء عَن وَفَاة الشّيخ الفُلَاني، فِي السِّجن الفُلَاني»، أَو «أَنبَاء عَن مُدَاهمة مَنزل فُلان الفُلاني واعتقَاله»، إلَى غَير هَذه الأَخبَار، التي مِن الصَّعب حَصرها، فَضلاً عَن التَّأكُّد مِن مِصدَاقيّتهَا..!


هُنَا، دَعونَا نُفكِّر فِي الأَمر ببَسَاطَة، ونُحلِّله بكُلِّ هدُوء، ونَسأَل أَنفسنَا سُؤالاً يَقول: مَا الدَّوَافِع لإرسَال وتَداول مِثل هَذه الرَّسَائِل..؟!

إنَّ الدَّوَافِع كَثيرة، ولَكن أَهمّها أَنَّ المُرسِل يُريد أَن يُخبِرك؛ بأنَّه يَعلَم شَيئاً لَا تَعلمه، وأَنَّه مِن أُولي العَزم، الذين يَعرفون بَواطِن الأمُور، قَبل ظهُورهَا إلَى العَلَن، وبالتَّالي نُلَاحِظ أَنَّ الغَرَض مِن النَّشر، هو إعطَاء قِيمَة لذَاتِ المُرسِل..!


كَمَا أَنَّ عِبَارة: «أَنبَاء عَن وَفَاة الشّيخ الفُلاني، فِي السِّجن الفُلَاني»، تُعطي انطبَاعاً غَير صَحيح، عَن بُوليسيّة الدَّولَة، واعتقَالهَا وتَعذيبهَا للنَّاس.. وأَيضاً عِبَارة: «أَنبَاء عَن»، تُصنَّف فِي الخَبَر، ضِمن الصِّيَاغَات المَريضَة، حَيثُ تُعطي قِيمَة للمُرسِل، الذي يَعرف بَواطِن الأمُور، ولَكنَّها لَا تُؤكِّد مَضمون الرِّسَالَة..!

وأَخيراً، تَدل مِثل هَذه الرِّسَالَة، عَلَى التَّسرُّع والهَمجيَّة فِي نَشر الأَخبَار الكَاذِبَة، التي يُرسلها أَصحَابهَا، ولَا يَعتَذرون حِينَ يَتَّضح أَنَّها غَير صَحيحَة، بَل يَتوَارون عَن الأَنظَار، ثُمَّ يَظهرون مَرَّةً أُخرَى، وبَرَاءة الأَطفَال فِي عَينيهم..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول، العَرب تَقول: (إيَّاك ومَا يُعتذر مِنه)، ومَعنَى الكَلَام أَنَّك لَا تَفعل الفِعل، الذي يُوجِب عَليك الاعتذَار، لِذَلك كَان حَريًّا بمُروِّجي ومُرسلي الشَّائِعَات، أَنْ لَا يُرسلوا مَعلُومَات غَير صَحيحَة، ثُمَّ يُوجب عَليهم الضَّمير؛ الاعتذَار عَنهَا لَاحِقًا..!

كُلُّ المَقَال كُوم، والعِبَارة التَّافِهَة القَائِلَة: «كَمَا وَصلَني» كُوم آخَر، لِذَلك مِن هَذا المِنبر، أُطالِب بالضَّرب بيَدٍ مِن حَديد، عَلَى كُلِّ أَصحَاب الجَوَّالات، الذين يُروِّجون الأَكَاذيب، ويَتدَاولون الشَّائِعَات..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»