لا عسير في عسير

أَتحَاشَى نَشر كَثير مِن الرَّسَائِل؛ التي تَأتي إليَّ، لَيس تَقليلاً مِن شَأنهَا، ولَكن لأَنَّني لَا أَضمَن صِدق المَعلُومَات التي تَرِدُ فِيهَا، إلَّا أَنَّ هُنَاك بَعض الرَّسَائِل؛ تَأتي وَاضِحَة ومُبَاشِرَة مِن عِدَّة أَطرَاف، أَو كَمَا يَقول أَهل مُصطَلَح الحَديث، تَأتي مِن أُنَاسٍ، مُستَحيل أَن يَتوَاطَأوا عَلَى الكَذِب، ومِن هَذه النَّوعية، تِلك الرِّسَالة التي وَصلَتني؛ مِن سَيَّدات وفَتيَات ينتمين إلَى مَنطقة عَسير، والتي جَاءَت عَلَى النَّحو التَّالِي:

سَيّدي عَامِل المَعرفَة القَدير؛ الأُستَاذ أحمد العرفج، السَّلَام عَليكم.. (نَحنُ فَتيَات ونِسَاء سُعوديَّات نَقطُن مَنطقة عَسير، ونُعَاني مِن التَّأخُّر فِي تَطبيق بَعض القَرَارَات المَلكيَّة، ونُؤكِّد عَلَى مَقولة: (لَا عَسير إلَّا فِي عَسير)، حَيثُ نُعَاني الكَثير مِن التَّشدُّد فِي الفِكر؛ مِن قِبَل أَهَالينَا، مِن نَاحية السَّمَاح لَنَا بالخرُوج مَع السَّائِق، مِن أجل قَضَاء حَوَائِجنَا، بحجّة العيب والحرَام، وبَعد أَنْ صَدَر القَرَار السَّامي؛ بالسَّمَاح للمرَأة بقيَادة السيَّارة، لَم تَسعُنا الفَرحَة، وإذْ نَشكُر خَادم الحَرمين الشَّريفين المَلك سلمان، ووَلي عَهده الأمير محمد بن سلمان -حَفظهما الله- عَلى إنصَافِهمَا لنِسَاء الوَطَن بهَذا القَرَار.. ولَكن فِي مَنطقة عَسير، مُنذ صدُور القَرَار وحَتَّى الآَن، لَم يُتّخذ أَي إجرَاء؛ لإنشَاء مَدَارس لتَعليم القيَادة للنِّسَاء، وعِندَمَا سَألنَا إدَارة المرُور بالمَنطقَة، قَالوا لَنَا: (مَازلنا لَم نَبتُّ فِي الأَمر إلَى الآن).. ونَحنُ وَاثِقُون تَمَام الثِّقَة، أنَّه لَن يَتم افتتَاح مَدَارس تَعليم القيَادة للنِّسَاء؛ فِي مَنطقة عَسير، إلَّا بَعد سَنَة أَو أَكثَر.. عِلماً بأنَّنا لَا نَستَطيع السَّفَر، بسَبَب مَنْع أَهلُنَا لَنَا مِن الرّكُوب مَع السَّائِق، وسنَتكبّد عَنَاء السَّفَر -أَيضاً- فِي المَرحلَة المُقبِلَة، مِن أَجل رُخصة قِيَادة..!


أَلَم يَصدر الأَمر السَّامي لجَميع مَنَاطِق المَملكَة؛ بتَطبيق قَرَار السَّمَاح للمَرأَة بقيَادة السيَّارة؛ بتَاريخ ١٠ شوَّال 1439هـ؟، فلِمَاذَا مَنطقة عَسير -حَتَّى الآَن- تَغط فِي سُباتٍ عَميق..؟!

نَحنُ فِي حَاجةٍ مَاسَّة لقيَادة السيَّارة، لقَضَاء حَوَائِجنَا وأَعمَالنَا، لِذَا نَرجو النَّظَر فِي هَذَا الأَمر، والتَّعجيل بفَتح مَدَارس لتَعليم قِيَادة السيَّارة للنِّسَاء، مِن قِبَل إدَارة المرُور بالمَنطقَة).. انتهَى!


حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذه هي الرِّسَالَة التي وَصلتني، ومِنَّا نُرسلها بدَورنا -مَع التَّحيّة- لإدَارة مرُور مَنطقة عَسير، لتُسهِّل وتَستَعجل فَتْح مَدارس تَعليم القِيَادَة؛ لفَتيات ونِسَاء المَنطقَة الجَنوبيَّة، أُسْوَةً ببَاقي المَنَاطق، ولَكُم مِنَّا ومِنهنَّ جَزيل الشُّكر والتَّقدير.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»