موسم العنتريات لكُتَّاب المطالبات!

لابدَّ لأَي عَامَل مَعرِفَة، أَنْ يَكشِف الأَنسَاق، ويَفضَح الخِطَابَات، ويُفكِّك البَاطِل، الذي يَأتي فِي صُورة الحَقّ، حَتَّى يَضع الأمُور فِي نِصَابهَا، ولَا يَجعل الأَقويَاء يُدلِّسون عَلَى البُسطَاء، وحَتَّى تَتّضح فِكرة المَقَال، دَعونَا نَستَشهد بهَذه الأَمثَال:

انتَشَرَتْ فِي الفَترَةِ الأَخيرَة؛ تَغريدَات ومَقَالَات وعِبَارَات يَقول أَصحَابها: «أَنَا طَالبتُ بهَذا الأَمر مُنذ سَنوَات»، و»أَنَا كَتبتُ عِن تِلك الظَّاهِرَة قَبل سَنوَات»، ثُمَّ يَضع رَابِط مَقَاله، الذي استدعَاه مِن رفُوف النِّسيَان.. وآَخَر يَقول: «اقتَرَحْتُ قَبل عَشر سَنوَات هَذا الاقترَاح»..!


إنَّ هَؤلاء الكُتَّاب يُخرجون هَذه الأَشيَاء، ليُوهموا البُسطَاء، بأَنَّهم مِن المُؤثِّرين فِي صِنَاعة القَرَار، ومَا عَلِمُوا أَنَّ هَذه الأَشيَاء؛ لَم يَلتَفت إليهَا أَحَد، ولَكُم أَنْ تَتخيَّلوا؛ أَنَّ أوّل مَقال طَالب بالسَّمَاح للمَرأَة بقيَادة السيَّارة، كُتِبَ قَبل 40 سَنَة، ومَع ذَلك لَم يُسمَح لَهَا بالقيَادَة؛ إلَّا فِي هَذه السَّنَة..!

إنَّ بَعض الكُتَّاب؛ يُحَاول أَنْ يَأخُذ «كريديت»، أَو مِيزة أَو رِفعَة، مِن خِلال الادّعاء بأنَّ أَي قَرَار يَصدر؛ هو استجَابةً لمُطَالبَاته ومَقَالَاته، وهَذا تَضليلٌ كَبير وخِدَاعٌ وَفير..!


إنَّ كُلّ التَّحديثَات والقَرَارَات والتَّطويرَات التي نَعيشهَا، لَا عَلَاقة لَهَا بِمَا كَتبه الكُتَّاب، بَل هي استجَابة وصَدَى لمُتطلّبات وحَاجَات؛ استَلزمتهَا رُؤية 2030، التي تُؤكِّد عَلَى أَهميَّة أَنْ تَكون السّعوديَّة؛ جُزءاً مِن العَالَم المُتحضِّر والمُتطوِّر، وأَنْ تَتخلَّص مِن أَوهَام الخصُوصيَّة السّعوديَّة..!

هَذا التَّحديث والتَّطوير، لَا يَلغي القِيَم والمَبَادئ، بَل يَرتَكز عَليهَا، ومَا قَامت بِه الرُّؤيَة، هو إزَالة تِلك الأَوهَام، وتَحطيم الأصنَام، التي كَان النَّاس يَظنّون أَنَّها مُسلَّمَات وثَوابت عَامَّة.

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: مِن الجَميل أَنْ يَتنبَّأ الإنسَان ويَستَشرف الغَد، ولَكن الأَجمَل أَنْ لَا يَعتَقد أَنَّ قَرَارَات اليَوم؛ هِي أَصدَاء لمَقَالَات الأَمْس.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»