الملل قد يأتي على مهل!!

رَسَائِلٌ كَثيرَة تَأتِيني عَبر الإِيمِيل، وعَبر كَافَّة وَسَائِل التَّواصُل، تُعقِّب عَلَى هَذَا المَقَال، أَو تَنتَقد ذَاك، والرَّسَائِل كُلّها بإيجَابيَّاتهَا وسلبيَّاتهَا، تُشكِّل عِقداً وطوقاً ثَميناً يُحيط بمَقَالي، فالنَّاس التي تَنتَقد؛ تُعطيني جُزءاً مِن الاهتمَام، والنَّاس التي تَمدَح؛ تُعطيني جُزءاً مِن التَّقدير، وكِلَاهُمَا يَصبُّ فِي خَانة تَحريك السَّاكِن، وإثَارة الأفكَار، وتَفعيل الحوَار بَيني وبَين القُرَّاء والقَارِئَات..!

قَبل أَيَّام، نَشرتُ مَقَالاً بعنوَان: «اكتَسب الهوَايَات لتَستَمتع بالأوقَات»، وبَعد النَّشر، تَطَاير المَقَال فِي الجِهَات الأَربَع، فجَاءَتني تَعقيبَات، لَعلِّي أَختَار مِنهَا مَا وَصلني مِن دَولة الأُردن الشَّقيقَة، عَبر قَلَم الأَديبَة والكَاتِبَة «سلوى البلوي»، حَيثُ تَقول فِي رِسَالتهَا مَشكُورَة:


(أُهنِّئك د. «أحمد» عَلَى طَرحك القِيَم؛ مِن خِلال مَقَال: «اكتَسب الهوَايَات لتَستَمتع بالأوقَات».. فالحَيَاة مَغَانم، وعَلينَا أَنْ نَستَمتع بكُلِّ مَا وَهبنَا الله، مِن صِحَّةٍ ووَقتٍ ومَال... إلخ، فالوَقت نِعمَة، وعَلينَا استثمَاره فِي كُلِّ مَا هو مُفيد لَنَا، أَمَّا بخصُوص الجَانب الذي تَطرَّقتَ لَه؛ مِن بَاب التَّزوُّد بالمَعرفَة والثَّقَافَة، فهو أَمرٌ حَسَن، ويُسَاعد الشَّخص عَلَى إثرَاءِ ذَاته..!

وعَودة إلَى أَسبَاب المَلَل والضَّجَر المُتعدِّدة، والتي اجتهَدتَ فِي البَحث عَنهَا؛ لمُعَالجة هَذه الظَّاهِرَة الذَّميمَة «الضَّجر»، والتي أَصبَحت مُنتَشرة بَين المُجتمعَات، خَاصَّة العَربيَّة، فإنِّي أَختَزل أَهَم أَسبَابها؛ فِي الزُّهد بقِيمة الأَشيَاء الثَّمينَة، ومِنهَا الوَقت. قَال صَلَّى الله عَليه وسَلَّم: (نِعمتَان مَغبون فِيهمَا كَثير مِن النَّاس: الصِّحَّة، والفَرَاغ)، فالفَرَاغ نِعمَة لَدى الكَثيرين، وعَلينَا استثمَاره فِي تَنمية الهوَايَات والمَهَارَات، التي تُزيد مِن تَقدُّمنا دَاخل مُجتمعَاتِنَا..!


ولَكن الكَثيرين -وللأَسَف- يَكتَفون بدُور التَّوقُّف، وعَدَم صِنَاعة أَي شَيء، ثُمَّ التَّذمُّر؛ وإلقَاء اللَّوم عَلَى الزَّمَان. وهَؤلَاء نَقول لَهم:

نَعيبُ زَمَاننَا والعَيبُ فِينَا..

ومَا لِزَمَاننَا عَيبٌ سِوَانَا!!).. انتَهَت!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذا مَا قَالته «سلوى البلوي»، فهَل لَديكُم احتجَاج عَلى كَلَامِهَا.. أَم أَنَّكُم تُؤيدونهَا بأنَّ العَيب فِينَا، ولَيس فِي الزَّمَان..؟!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»