المحرومُ... من حُرِمَ مُتعةِ العطاء

العطاء من الصفات التي لا تتوفر في كثير من الناس بمن فيهم الأغنياء، فالقدرة على العطاء والبذل دون مقابل ودون انتظار المردود ليس بالأمر الهين أو اليسير بل هي منحة يختصها المولى لبعض الناس وينزعها من آخرين، والعطاء لا ينحصر في المال بل هو متنوع فمن الناس من يعطي من وقته ومنهم من يعطي من علمه ومنهم من يعطي من ماله ومنهم من يعطي من جاهه وسمعته واسمه، وأجمل ما في العطاء هو ما يأتي من القلب وبرغبة صادقة وحب وبدون أي تأثير أو إكراه أو شروط، فالهدف الأول والوحيد هو أن تحصد من ذلك العطاء البسمة في وجوه الآخرين.

رمضان بشكل عام هو شهر الكرم والبذل والعطاء وشهر المحبة والوفاء لأن الصيام وبما فيه من حرمان من الطعام والشراب وبعض المباحات في نهار رمضان فهو يساهم في جعل الإنسان يشعر بمعاناة الآخرين ممن ضاقت عليهم السبل وقست عليهم الظروف فنجد الناس وبعد إحساسهم بذلك الشعور المشترك يبادرون إلى البذل وإلى العطاء فيحرص البعض على أن يخرج زكاته في رمضان ويبادر الآخرون في الإكثار من الصدقات والتبرع والإنفاق والبذل، لأن متعة العطاء في رمضان مختلفة ولا تنحصر فقط لمن يصلهم العطاء بل أيضًا لمن يقدمونه إذ يفرح البعض بما يقدمه للآخرين مثل ما يفرح من يأتيه العطاء بل أكثر فهو مؤمن بأن متعة العطاء أعظم بكثير من متعة الأخذ، كما أن البسمة التي ترسم على وجوه الصائمين لا تقدر بثمن وهناك قصص كثيرة عن متعة العطاء وبعضها قد يبقى في ذاكرة المعطي لفترات طويلة.


البذل لا ينحصر في المال ولا في الميسورين بل الكل يمكنه أن يبذل مهما كانت ظروفه المادية وأن يستمتع بهذا البذل فبعض البذل لا يكلف شيئًا فالكلمة الطيبة صدقة والإصلاح بين الناس ونشر الأمل والتفاؤل والتشجيع على فعل الخير والتحذير من أبواب الشر، فالنفس في رمضان تكون تواقة إلى الخير وهي أقرب إلى البذل وإلى إدخال البهجة والسرور في نفوس الآخرين ورسم البسمة على شفاههم والمجتمع بشكل عام يشجع كافة المبادرات الخيرية ويدعم البرامج والأنشطة التي من شأنها أن تساهم في نفع الآخرين.

رمضان شهر البذل والعطاء ولن يجد الإنسان وقتًا يعود نفسه فيه على البذل والعطاء أفضل من هذا الوقت خصوصًا أن أبواب الخير فيه مفتوحة ومتنوعة وغير محدودة، والبعض يعتقد أن المحروم هو من حرم من المال والرزق ولكن المحروم الحقيقي هو من يحرم من العطاء والبذل فلا مجال للتأجيل ولا مجال للتسويف فلنبادر بالعطاء ولنجعله عادة خصوصًا أن متعة العطاء والبذل تكون أكبر في رمضان.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني