كأس العالم وكشف الأقنعة

في كل محنة منحة، وفي كل أزمة فرص واعدة، هكذا هي الحياة، ومع الألم من الخسارة الثقيلة التي لحقت بالمنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم، التي انطلقت يوم الخميس الماضي، إلا أن تلك الهزيمة ساهمت في كشف المزيد من الأقنعة والأقلام المأجورة، التي تعمل مع بعض القنوات الرياضية في قطر، والتي حرصت على إقحام السياسة بشكلٍ سافر في الرياضة، وحوَّلت تلك المناسبة الرياضية العالمية إلى أغراض سياسية وتحريض للمشاهدين والمتابعين ونشر للفوضى والعبث، وتمرير رسائل مستفزَّة من خلال ما قامت به من استضافة لمُعلِّقين أو من يُطلق عليهم لقب (النقاد الرياضيين)، ليدفعوا بتلك القنوات إلى المزيد من التجريح والتطاول والشتم ضد المملكة، ويتحولوا من نقاد رياضيين إلى نقاد سياسيين، هدفهم الإساءة إلى الوطن، ومن قنوات رياضية إلى قنوات إخبارية سياسية مأجورة.

ما تقوم به تلك القنوات الرياضية القطرية، هو محاولة فاشلة لاستغلال نقلها لمباريات المونديال العالمي، واستغلال بعض نتائج المباريات للإساءة، ليس فقط إلى المنتخبات العربية الموجودة في ذلك المونديال، بل وإلى قيادة وشعب والجهاز الرياضي في بعض تلك الدول، وبالأخص المملكة العربية السعودية، وتحريض الشارع العربي والوطني ضدها، وهي بذلك تقوم بجريمة بشعة من خلال خرق الأنظمة والقوانين المبرمة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ومخالفة واضحة للأعراف الدولية الرياضية، التي تمنع منعًا باتًا تسييس الرياضة وإقحام الخلافات السياسية بين الدول في المنافسات الرياضية المختلفة، باعتبار أن الرياضة هي وسيلة للمحبة والألفة، والتقارب بين الشعوب.


هذا التصرف لم يتم السكوت عنه، إذ أعلن معالي المستشار ورئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية أن الجهات الرسمية بالمملكة بصدد تقديم شكوى رسمية لدى الجهات المختصة ضد قنوات (بي إن سبورت) لتجاوزاتها ضد المملكة العربية السعودية، وضد المنتخب الأول والرياضة السعودية ومسؤوليها، وسيتم القيام بكل الإجراءات القانونية تجاه تلك التجاوزات الصادرة من تلك القنوات، والتي يتضح من مضمونها بأنها تسعى لبث الكراهية في قالب رياضي مخزي، وتعمل على استغلال هذه المناسبة الرياضية الدولية من أجل أجندة سياسية.

بلاشك، فإن كل ذلك السقوط من مثل تلك القنوات لن يؤثر في مكانة المملكة ولا في سمعتها العربية والدولية، ولكنه سيُساهم في كشف المزيد من الأقنعة وفضح الأقلام المأجورة، وإظهار مستوى الإفلاس المهني والأخلاقي الذي وصلت إليه تلك القنوات، إضافةً إلى مستوى بعض ضيوفها الحاقدين، والذين بادروا بإخراج عبارات الشتم والتطاول ضد المملكة، ليكشفوا معدنهم الحقيقي، وما تكنّه صدورهم تجاه الوطن، وليُؤكِّدوا صحّة ما قامت به الحكومة السعودية من منع لمثل تلك القنوات الرياضية المحرضة، والتي أصبحت بين ليلةٍ وضحاها قنوات تبث رسائل الفتنة السياسية، وتستضيف بعض الأبواق المأجورة للتحريض الدولي.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»