دروس من أطفال الكهف

انتهت قصة (أطفال الكهف) المرعبة قبل حوالي أسبوع، وتتلخص تلك القصة في قيام 12 لاعب كرة قدم تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 عاماً كانوا مع مدربهم البالغ من العمر 25 عاماً في رحلة إلى أحد الكهوف شمال تايلاند يوم الـ 23 من يونيو، وبعد دخول ذلك الكهف غمرت مياه الفيضانات الكهف ولم يعد بإمكانهم الخروج وتم احتجازهم فيه لمدة تجاوزت الأسبوعين تقريباً، وبعد 9 أيام من الانقطاع عن العالم نجح غواصان بريطانيان في 3 من يوليو في العثورعليهم بعد أن اعتقدت بعض وسائل الإعلام أنهم لن ينجوا، وتم إنقاذ الأطفال مؤخراً وشارك في عمليات الإنقاذ غواصون من بريطانيا وذلك من بين 90 غواصاً توفي أحدهم خلال عملية الإنقاذ.

بقي أولئك الأطفال مع مدربهم لأكثر من أسبوعين على ضفة موحلة بغرفة مغمورة جزئياً بالمياه وعلى بعد حوالي 4 كيلومترات من مدخل الكهف وفي تناقص مستمر لمستويات الأكسجين إلا أنهم خلال تلك الفترة قدموا للعالم كله دروساً جميلة في الصبر والتماسك والقوة في تخطي الأزمات، فبالرغم من أنهم أطفال وهم في ماهم فيه من شدة وكرب وخطر داهم وعدم وجود أي تأكيد على خروجهم من تلك الأزمة أحياء، فهاهم يرسلون الرسائل المطمئنة لذويهم مع من استطاع الوصول لهم من الغواصين مؤكدين لهم أن لا تقلقوا فنحن أقوياء ومعنوياتنا مرتفعة وواثقون من الخروج لا من الموت بل هاهم يقدمون أمنياتهم المتعددة والتي يرغبون أن يجدوها عند الخروج مع من وصل اليهم.


من الدروس التي قدمها أطفال الكهف هو حب الغير لا حب النفس فعندما جاء وقت الخروج وبالرغم من احتمال ارتفاع منسوب المياه لوجود الفيضانات وتناقص مستويات الأكسجين وعدم إمكانية خروجهم جميعهم في يوم واحد فهم لم يتسابقوا للخروج بل تركوا ذلك لفريق الإنقاذ ليحدد من يخرج أولاً، في حين حرص المدرب أن يلعب دور الأب تارة ودور المعلم تارة أخرى وحافظ على هدوئهم بالرغم من خطورة الموقف وبالرغم من صعوبة الموقف الذي هو فيه واحتجازه في الكهف، فقد أرسل رسالة لذوي الأطفال يطمئنهم من جهة ويشكرهم على الدعم من جهة أخرى ويعتذر لهم عما حدث وكان آخر من خرج من ذلك الكهف.

تكاتف كل العالم مع تلك القصة وتابعها باهتمام ونجحت الجهود في التعامل مع تلك الأزمة بكل هدوء وحكمة واحترافية وركزوا على هدف واحد فقط وهو ببساطة خروج الأطفال أحياء دون النظر في أمور أخرى أو توجيه اللوم لأطراف محددة أو البحث في كيفية الدخول وما الأسباب التي أدت لهذا الوضع وهل سيُدان المدرب أو لا .. وغيرها من الآراء التي تضيع الوقت والجهد ولا تحقق الهدف.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»