سرّ فوز فرنسا بكأس العالم

فنياً، لم تُقنعني فرنسا بفوزها بكأس العالم، فليس بطل العالم من ينتهج الدفاع الدائم والهجوم بالمُرتدّات كطريقة لعب، وأعتقد أنّ بلجيكا أحقّ منها بالبطولة.

ومع وضعٍ كهذا دعوني أقلْ إنّ فرنسا وُفِّقَت.. فقط وُفِّقَت، ومن يُوفَّق فلا بُدّ من وجود سرّ للتوفيق، وأنا أزعم معرفة السرّ، وقد توقّعْتُه أصلاً قبل أن تبدأ البطولة وصَدَقْتُ في التوقّع، وسيؤنّبني ضميري إن لم أبُحْ به للعالمين!.


والسرّ يكمن في لاعب المنتخب الفرنسي «بُول بُوغبا»، ذي الأصول الإفريقية وممّن اعتنقوا الإسلام، وكان الجندي المجهول في المنتخب، وسجّل هدفاً في المباراة النهائية كان له الأثر الأكبر في الإجهاز على كرواتيا، وقد فعل «بُوغبا» في شهر رمضان وقُبيل بداية البطولة بأيام قلائل ما لم يفعله أيُّ لاعبٍ مسلمٍ محترفٍ في أوروبّا ولديه مشاركة وشيكة في كأس العالم، فضلاً عن أيّ لاعبٍ غير مسلم، إذ سافر لمكّة المكرّمة لتأدية العُمرة، رغم برامج ناديه الإنجليزي مانشستر يونايتد، وبرامج منتخبه الفرنسي الإعدادية لكأس العالم، واعتمر ثمّ لبس الثوب السعودي والكوفيّة والعُمامة المكيّة، وصوَّر نفسه في الفيديو وخلفه الكعبة المُشرّفة وهي تزهو بثوبها الأسود المهيب، ودعا الناس للعمرة لأنّها أفضل عبادة في أفضل مكان بالعالم حسب قوله، وهو صادق ولم يكن من الكاذبين.

أنا لم أتواجد معه في مكّة المكرّمة، لكن ما أدراكم أنّه قد دعا ربّه بالفوز مع منتخب بلاده؟ والمسلم إذا ما اعتمر قادماً من بلادٍ بعيدة ثمّ دعا الله فهذا من مَواطن استجابة الدعاء، حتّى لو كانت بلاده غير مسلمة، وما أدراكم أنّ الله قد استجاب له بما هو قطرة من بحار ما يستجيبُ لعباده في حرمه الآمن وبجوار بيته العتيق؟.


هذا هو السرّ، فلا يُنسبنّ الفضلُ لمدرّب المنتخب الفرنسي: ديشامب، ولا للاعبيه البارزين، ولا حتّى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بل لله الذي منّ على عبده «بُوغبا»، المسلم الأسود في منتخب دولة بيضاء غير مسلمة.

وأختم مع جاكي كروز، نجمة مسلسل The new black orange التي قالت على حسابها في انستغرام: هنيئاً لفرنسا كأس العالم، إنّ ٨٠٪ من منتخبها سُود، وبعضهم مسلمون، فأوقفي الكراهية ضدّهم، وكما قدّموا لكِ كأس العالم، قدّمي لهم العدالة، أمّا أنا فأُضِيف: جنّبيهم العنصرية من اليمينيين المتطرّفين الذين يكرهون ويحتقرون المهاجرين المُلوّنين خصوصاً المسلمين.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»