القول الراجح في الفريق الرابح

قَد يَكون عَدَد المُتعطِّشين للتَّغيير والانفتَاح؛ فِي المَملَكَة العَربيَّة السّعوديَّة، كَبيراً جِدًّا، ولَعلَّ مَا نَرَاه مِن تَغييرات سَريعَة وجَذريَّة فِي المُجتَمع، تُشفي غَليل هَؤلاء، فكَم نَادَت أَصوَات بالاعتِدَال، والتَّطوُّر الاجتمَاعي الحَقيقي، غَير المُؤدلَج، لَكنَّها كَانَت تَصطَدَم بحَائِط العقُول الجَرَانيتيَّة، وتُحَارَب بذَريعة التَّمسُّك بالعَادَات والتَّقَاليد، التي تَتَمَاشى مَع هَذا النّوع مِن الصّخُور. وإذَا سَلِمُوا مِن بَراثِن هَؤلاء، لَم يَسلَموا مِن بَرَاثن اللِّيبرَاليين، الذين يُطالِبُون بالانسلَاخ مِن الدِّين، وفَتح البَاب عَلَى مَصرَاعيه للحُريَّات الشَّخصيَّة، والفَلتَان الأَخلَاقِي العَظيم..!

لَكن عَلى مَا يَبدو، أَنَّ هُنَاك فَريقاً ثَالِثاً، بَدَأ يَتصدَّر قَائِمة المُجتَمَع السّعودي، أَلَا وهُم شَبَاب وشَابَات السّعوديَّة، الذين يَتمتَّعون بقَدرٍ هَائِل مِن الصَّلَابَة والمَعرفَة، والنُّضج الاجتمَاعي، والانفتَاح المُتبصِّر عَلَى الشَّرق والغَرَب. وفِي نَفس الوَقت، يَتمسَّكون بثَوابِتهم الدِّينيَّة. مِنهم مَن تَأبَّط شَبكَات التَّواصُل الاجتمَاعي، وجَعلَهَا مِنبراً تَوعويًّا للمَبَادئ والقِيَم؛ التي تَربَّت عَليهَا الأجيَال المَاضيَة، ومِنهم مَن بَرع فِي اصطيَاد عقُول الكَثير مِن المُرَاهقين، وأَسبَغ عَليهم فَضَائِل النُّبل والفرُوسيَّة والأخلَاق الحميدَة، وغَرسَ فِيهم نَبْتة تَقبُّل الآخَر المُختَلِف، ومَسحَ الغُبَار عَن ثَوابت مُجتمعنَا، ووثَّق ظَواهره الجيَّدة، وانتقَد ظَواهره الرَّديئَة. وحَوَّلوا المُجتَمَع مِن مُجتمعٍ مُستَهلِك لكُلِّ المُنتَجَات الفِكريَّة غَير النَّاضِجَة، إلَى مُجتَمعٍ وَاعٍ، آخذٌ بزمَام المُبَادَرَة.. ومِن أَهَم صِفَات هَذا الفَريق، أَنَّه غَير خَاضِع ولَا تَابِع لأَي أَيديولوجيَّة مُحدَّدة، وسيَسحَب البسَاط مِن تَحت أَقدَام الجَميع..!


لقَد بَلغَ المُجتَمَع السّعودي سِن الرُّشد، وتَخلَّص مِن الوصَايَة بكُلِّ أَنوَاعهَا، وأَصبَح عَلَى أَعتَاب مَرحلة يَحمل أَفرَاده أَعبَاءها، ولَا عَزاء للمُتشدِّدين، ولَا رثَاء لليبرَالِيين..!

أَدرك هَؤلاء الشَّبَاب؛ أَنَّه قَد آَن أَوَان الاعتدَال فِي كُلِّ شَيء، ووَقفُوا فِي مُنتَصَف المَلعَب، وبَدأُوا يَركلون الكُرَة فِي الاتجَاه الصَّحيح، والعَالَم كُلّه يُراقِب ويَنتَظر نَتيجة هَذه المُبَارَاة..!


حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا مَن تَتبَاكُون عَلَى خرُوج السّعوديَّة مِن كَأس العَالَم، يُؤسفني ويُسعدني أَنْ أُخبركم، بأنَّكم دَخلتُم المُبَارَاة الخَطَأ، فِي المَكَان الخَطَأ، لأنَّ السّعوديَّة تَخوض مُبَارَاة مَصيريَّة فِي كُلِّ مَدينَة سعُوديَّة، وتُسجِّل الهَدَف تلو الآخَر، وتَصنَع الانتصَار تلو الانتصَار..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»