المشكلة والأزمة..

يظن الكثير منا بأن الخبرة في الحياة هي ما يمر به المرء من أحداث فيها، ولكن الحقيقة بأن الخبرة هي ما يقوم به المرء حيال ما يحدث له في حياته، لأن الحياة عبارة عن سلسلة متتالية مستمرة من المشاكل التي لا تتوقف أبداً، لذلك فإن المتفوقين في كل مجال هم أشخاص يميلون الى إيجاد الحلول في معظم الوقت بدلاً من الانغماس في محاولة معرفة من قام بالفعل أو من لم يقم به، والأفكار هي الأسباب والظروف هي النتائج التي نعلق عليها ضعفنا وقلة حيلتنا، لأن نوعية تفكيرنا هي من تتحكم بحد كبير في تحديد جودة حياتنا.

تتعدد مشكلاتنا العادية بأنواعها الجسدية والمالية والعائلية والمتعلقة بالعمل وغيرها، والراحة الوحيدة من سلسلة المشاكل اللامتناهيه هي وقوع أزمة عارضة!!


لأن الحياة الطبيعية التي تعيشها ضمن المشكلات اليومية العادية لابد أن تمر بأزمة كل شهرين أو ثلاثة تظهر شخصيتك وقوتك في التعامل معها وتجاوز هذا الاختبار الحقيقي أو الاستسلام لها والإقرار بالفشل في حل هذه الأزمات.

تأتي الأزمات من تلقاء نفسها بطبيعة الحال وليس هناك ما يحذرنا منها وليس لدينا القدرة على توقع حدوثها مسبقاً، وإن حدث ذلك فهي لا تعد أزمة لأننا مستعدون لها، وعند وقوع الأزمة لابد لنا أن نتحلى بالهدوء والانضباط أكثر من أي وقت لكي نتعامل معها بفاعلية ونجد الحلول المناسبة للخروج منها، لأن معظم الناس يميل إلى الغضب أو البحث عن أشخاص لإلقاء اللوم عليهم، وهذا فيه هدر للطاقة ولا يقدم حلاً لها. لذا يجب التركيز على الحل أولاً قبل البحث في المشكلة وأسبابها، ولأننا في حالة الغضب الجزء المتعلق بالعواطف بعقلنا هو الذي يسيطر علينا مما يجعلنا لا نرى إلا الأبيض والأسود ولا نفكر إلا في القبول أو الرفض أو القيام بشيء أو حتى عدم القيام بأي شيء وحينها نفقد القدرة على رؤية بقية الجوانب للأمر والطرق الممكنة للتعامل مع الموقف.


يدرك المتفوقون أن كل مشكلة وأزمة تقع هي فرصة لزيادة السيطرة على الذات والثقة بالنفس وسوف ترتقي حياتك لمستوى المشكلات التي تكون قادراً على حلها، ففي كل عمل يستمر الموظفون في الترقي الى أن يصلوا الى مستوى لا يمتلكون القدرة على حل المشكلات وهذا هو المستوى الذي يقفون فيه ما بقي لهم من حياتهم المهنية.

لذا عندما نفكر غالب الوقت المتاح لنا في إيجاد الحلول فإننا ندرب عقولنا على أن تصبح ميالة بشدة الى إيجادها بطرق إبداعية وأشد ذكاء وأكثر سرعة بما يتيح لنا الفرصة لتولي مهام ومناصب أكبر في أعمالنا وحياتنا بشكل عام.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»