الكرم والسخاء في صرف الدواء!

وَعدتُكُم أَكثَر مِن مَرَّةٍ؛ بأَنْ أَنشُر رِسَالَة، بَين فَترةٍ وأُخرَى، مِن تِلك الرَّسَائِل، التي تَصلني مِن القَارئين والقَارِئَات، بشَرط أَنْ تَحمِل هَمًّا مِن همُوم النَّاس، أَو تُريد إيصَال رِسَالَة؛ إلَى هَذا المَسؤول أَو ذَاك..!

واليَوم، سأَنشُر رِسَالَة، وَصلَتني مِن الشَّاعِرَة القَديرة "رجاء عبدالقادر حسين"، حَول "الكَرَم والسَّخَاء فِي صَرف الدَّوَاء"، حَيثُ تَقول فِي رِسَالتهَا:


أَخي "أحمد العرفج"، السَّلام عَليكم ورَحمة الله وبَعد: نَظراً لِمَا تَحظَى بِهِ زَاويتكم بصَحيفةِ "المَدينَة" العَزيزة، مِن انتشَارٍ ومُتَابَعَة.. أَرجو نَشر رِسَالتي هَذه؛ حَول الإسرَاف والسَّخَاء فِي صَرف الدَّوَاء، لَعلَّ الصّوت يَصل إلَى المَسؤول بوزَارة الصحَّة.. شَاكِرَة تَعَاونكم فِيمَا يَخدم بِلَادنَا الغَالية..!

كَانَت صَديقَتي تَقف فِي الطَّابور -أَمام صَيدليّة المُستشفَى- تَنتَظر دَورهَا لتَصرف الدَّوَاء، -الذي وَصفه لَهَا الطَّبيب- تَنتَابها حَالَة مِن الذّهُول؛ وهي تَرَى مَن أَمَامِهَا يَنصرفون؛ مُحمَّلين بأَكيَاسٍ لَا حَصر لَهَا مِن الأَدوية، ظَنَّت فِي البِدَاية أَنَّهم؛ مُوظَّفون مُختصّون بتَوزيع الأَدويَة، ولَم يَدُر فِي خُلدهَا أَنَّ مَن أَمَامهَا مَرضَى.. مِثل هَذه المَشَاهِد؛ تَتكرَّر كَثيراً فِي المُستشفيَات الحكُوميَّة، والمُستشفيَات الخَاصَّة أَيضاً، لاسيّما للمَرضَى الذين يَحملون بِطَاقة التَّأمين الطِّبي، فيَكون السَّخَاء مَعهم أَكثَر؛ فِي صَرف الأَدويَة، وكَأنَّها -للأَسف الشَّديد- غَنيمَة، هَذا يَحدُث رَغم أَنَّنا نَسمع كَثيراً عَن شُح الأَدويَة، أَو انعدَامهَا -أَحيَاناً-، لاسيّمَا فِي مَرَاكِز الرِّعَايَة الصّحيَّة..!


فلَعلَّ السَّبَب الأَسَاسي، هو الهَدر والإسرَاف فِي صَرفها بدُون حَاجَة، ويَتحمَّل المَسؤوليَّة بالدَّرجَة الأُولَى، الطَّبيب المُعَالِج، والذي يَحرم، بتَصرّفه هَذا، مَرضَى آخَرين، هُم بأَمسِّ الحَاجَة للدَّوَاء المَعدُوم، والذي قَد تَنتَهي صَلاحيته فِي أَكيَاس المَرضَى، دون أَنْ يَستَخدموه..!

والسُّؤَال الذي يَطرح نَفسه هُنَا: هَل هُنَاك مَعرفة ووَعي بهَذا الجَانِب؛ مِن قِبَل كَافّة الإدَاريين والأطبَّاء بوزَارة الصحّة، فلَا يُصرَف للمَريض إلَّا بقَدر حَاجته مِن الدَّوَاء، وفِي فَترةٍ زَمنيَّة مَعقولة؟، وإنْ احتَاج المَريض المَزيد، يُراجع طَبيبه مَرَّة أُخرَى..؟!

لَا أدري مَن المَسؤول عَن هَذه الظَّاهِرَة، التي تَتكرَّر فِي أَغلَب صَيدليَّات المُستشفيَات العَامَّة، وغَيرهَا مِن الصّيدليَّات الخَاصَّة.. عِلماً بأنَّ هُنَاك مَرضَى -ولله الحَمد- عَلى قَدرٍ كَافٍ مِن الوَعي؛ يَرفضون أَخذ الأَدويَة إلَّا بقَدر احتيَاجَاتهم؛ وإنْ كَان الصَّرف عَلى حِسَابِهم الخَاص. ويَتبرَّعون ببَاقي الأَدويَة -إذَا صُرِفت زِيَادَة عَن حَاجتِهم- لمَرضَى آخَرين، ولَكن هَؤلاء قِلَّة.. فقَبل أَنْ نَقول: (الأَدويَة شَحيحَة، أَو مَعدُومَة)، عَلينَا مُتَابعة هَذا الوَضع بجديَّة، وإيجَاد الحَل اللَّازِم..!

باختصَار، أَعتَقد أَنَّ لَدينَا وَفْرَة فِي الإنتَاج والاستيرَاد للأَدويَة، وسُوءاً فِي التَّوزيع..!

وأَخيراً، عِندَمَا جَاء دور صَديقتي فِي الطَّابور، فُوجِئَتْ بالصّيدَلَاني يُقدِّم اعتذَاره لَهَا، بأَنَّ الدَّواء غَير مُتوفِّر، ويُمكن شِرَاؤه مِن صَيدليةٍ أُخرَى.. فهَل هَذا يُرضي المَسؤولين عَن الصحّة فِي بِلَادنَا العَزيزَة..؟!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذه رِسَالة الشَّاعِرَة القَديرَة "رجاء"؛ أَضعهَا عَلَى مَكتَب وَزير الصحّة، وكَافة المَسؤولين عَن الإدَارَات الطِّبيَّة فِي السّعوديَّة، لَعلَّهم يَتَّخذون بشَأنهَا القَرَار المُنَاسِب..!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»