تَذكَّروا يا سادة أن المنطق سعادة

مِن الوَاضِح أَنَّ شَرائح كَثيرة مِن النَّاس؛ تَحتَاج إلَى تَعلُّم آدَاب الكَلَام، وطَرح الأَسئِلَة الخَاصَّة والعَامَّة، ومِن المُلَاحَظ أَيضاً، حَاجة الكَثير مِنَّا؛ إلَى رَفع مُعدَّل اللَّبَاقَة فِي الكَلَام، وتَحسين اللِّيَاقَة فِي طَرح الاستفهَامَات، وصِيَاغة الأَسئِلَة..!

ولكَي أَشرَح فِكرة المَقَال، دَعونَا نَطرَح الأَسئِلَة:


تُحاول أَنْ تَمشي كَثيراً، لَيس مِن أَجل تَخفيف الوَزن -وإنْ كَان هَدفاً مِن الأَهدَاف- بَل مِن أَجل امتصَاص الضّغُوط، وتَخفيف التَّوتُّر، وتَفعيل خَاصيّة التَّفكير.. تَمشي وتَتعب، وتَتمنَّى مِن البَعض أَنْ يُقدّروك ويُشجّعوك، أَو -عَلَى الأَقَل- يَلتَزموا الصَّمت، ويَسكنُوا المَنطِقَة الرّمَاديَّة، ولَكنَّك تُفَاجَأ أَنَّ الكَثير مِنهم يُوبِّخك، ويُحطّم مَعنويَّاتك قَائلاً: (يَا الله، قَدْ مَا تِمشي مَا تِنحَف). باللهِ عَليكُم، أَلَا يَحتَاج مِثل هَؤلاء النَّاس؛ إلَى تَهذيبٍ وتَعليم، حَتَّى يَكفّوا عَن النَّاس شرُور أَلسنتهم..؟!

مِثَالٌ آخَر: يَرَاكَ أَحدُهم، وقَد بَدَت عَلَامَات الإعيَاء والتَّعب، مِن جَرَّاء الكِفَاح فِي الحيَاة، والمُكَابَدَة فِي المَعيشَة، والصِّيَام فِي الصّيف، فيَقولُ لَك بكُلِّ وَقَاحَة: (والله لَعِبَ فِيك الزَّمن، واشتَعل رَأسَك شَيباً). باللهِ عَليكُم، أَلَا يَحتَاج مِثل هَذا القَائِل؛ إلَى تَعليمٍ وتَهذيب وتَربية..؟!


مِثالٌ ثَالث وأَخير: يَرَاكَ أَحدُهم مُرتدياً المَلَابس التي تُنَاسبك، وأَنتَ سَعيد ومَسرور بهَذه المَلَابس، فيَأتي أَحد النَّاس، الذين يَتَّسمون بالصَّفَاقَة، وقِلّة الذّوق، وبَدلاً مِن أَنْ يُثني عَلَى مَلَابسك، أَو -عَلَى الأَقَل- يَلتَزم الصَّمت، يَقول بكُلِّ بَجَاحَة: (أَعوذ بالله، ذوقك فِي المَلَابس خَايس)، أَو (زَي وَجهك)، أَو (لُوو كَلَاس)، أَو (بِيئَة)، أَو (أَبُوكَلب)، يَقول هَذا الكَلَام بكُلِّ ثِقَة، وكَأنَّ مُنَادياً مِن السَّمَاء؛ أَخبَره بأنَّه هو العَالِم والمُفتي بالجَمَال، والحُسن والذّوق..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أَيُّها النَّاس، دَعونَا نُراقب مُفردَاتنا وأَلفَاظنَا، ونَرَى، هَل هي جَارِحَة ومُؤلمة للآخَرين؟، أَم هي مُحفِّزة ومُشجِّعة لَهم، عَلَى كُلِّ تَفوَّقٍ وتَقدُّمٍ ونَجَاح..؟!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»