اعتذار الشركات

نجد في بعض وسائل الإعلام بين فترة وأخرى اعتذارات لبعض الشركات عن حدوث خلل أو عطل في الخدمة المقدمة من قبلهم وعادة ما يكون الاعتذار للتعبير عن التأثر لحصول تقصير أو خطأ أو أي سوء فهم. ويساهم الاعتذار في تحسين العلاقة مع الآخرين وتطويرها، ولكن للاعتذار أساليب وفنون وقواعد وأصول تغفل عنها بعض الجهات مما يجعلها تندم بعض الأحيان على أسلوب الاعتذار المقدم وتتمنى أنها لم تعتذر لأن عدم الاعتذار أحياناً قد يكون أفضل من بعض الاعتذارات التي تخرج من بعض الشركات وكأنها تريد أن تظهر للناس بأنها اعتذرت ولكن مضمون الاعتذار فيه إصرارعلى خطأ ما وتبرير غير مقنع .

من أهم أسس الاعتذار أن يتضمن تحمل المسؤولية وتأكيد الرغبة في إصلاح الوضع والشعور بالندم عن الخطأ والتقصير الذي صدر والحرص على عدم تكراره من خلال وضع الوسائل اللازمة لذلك، غير أننا نجد بأن كثيراً من الاعتذارات التي تنشر من بعض الجهات تفتقد لكل أو بعض تلك الأسس بل إن بعضهم قد لايقتنع بالاعتذار من الأساس فمنهم من يعتقد أن في الاعتذار ضعفاً وإهداراً للكرامة، ومنهم من لا يبالي بأن يعتذر ويرى أن الاعتذار غير ضروري ومنهم من يخشى إن اعتذر أن يتم السخرية منه وتأنيبه ومنهم ومن خلال تعوده على الخطأ والتقصير والخلل يرى بأنه من الأساس لايوجد أي تقصير أو خلل ومنهم من تأخذه العزة بالخطأ فلا يقبل أن يتنازل ويعتذر.


الجهات والشركات المختلفة والتي تلجأ للاعتذار عليها إضافةً إلى الأخذ بأسس الاعتذار أن تختار الوقت المناسب له، فعندما يتأخر الاعتذار فقد يحتاج هذا التأخير إلى اعتذار آخر فعنصر الوقت مهم وحساس في تقديم الاعتذار للآخرين ومع الأخذ باعتبار الوقت فإن الأسلوب مهم أيضا ليكون مقبولاً ومحدداً ويتضمن تعابير لطيفة وعفوية ولا تجرح مشاعر أي جهة وأن يبتعد عن التبرير وإيجاد الأعذار المبهمة والتي تخلو من المصداقية أو الحقيقة.

عندما تعتذر أي شركة أو جهة من الجمهور فهي بذلك تؤكد لهم أنها تقدر مشاعر الآخرين وأن لديها ضميراً حياً تتعامل من خلاله مع الأفراد وأن الاعتذار إنما هو دليل الاحترام والتقدير ويساهم في فتح أبواب التواصل والتي قد يكون الخطأ أو الخلل ساهم في إغلاق بعضها، كما أن في الاعتذار تطييباً للخواطر وجبراً لكسر بعض القلوب وتأكيداً للمكانة الكبيرة التي تسعى الجهة لتعزيزها في قلوب الآخرين.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»