لماذا السماح بإطلاق النار في الأفراح ؟!

كَثيرةٌ هِي الأَخبَار التي تَستَحق التَّعليق، ومَن يَتصفَّح جَرَائِدنَا اليَوميَّة، سيَجد مَادَةً وَفيرةً وغَنيَّة، تَصلُح لأَنْ تَكون مَدخلاً للتَّعليق، أَو فِكرَةً للمُنَاقَشَة، أَو قَضيَّةً للطَّرْح. ومِن هَذه القَضَايا التي أَعنيهَا، القَضيَّة التي نُشِرَت بصَحيفة «المَدينَة» الغَرَّاء مُؤخَّرًا؛ حَيثُ يَقول الخَبَر:

(أَطلَق مَشَايخ ووجهَاء «ضمد» مُبَادرَة، وَقَّعوا عَلَى بنُودهَا، تَتضمَّن مُقَاطعة أَي مُنَاسبَة أَو فَرَح؛ يَتم فِيهِ إطلَاق النَّار، والإبلَاغ عَنه للجِهَات الرَّسميَّة بالمُحَافَظَة. ووِفقاً لهَذه المُبَادَرَة، التي حَظيَت بقبُولٍ عَام مِن الأَهَالِي، تَقرَّر أَنْ يَكون كُلّ شَيخٍ أَو عَريفة، مَسؤولاً عَن أَفرَاد قَبيلته، لمُتَابعة تَطبيق التَّعليمَات؛ وإطلَاق التَّوعيَة اللَّازمة فِي ذَلك، والإبلَاغ عَن أَي مُخَالِف..!


وقَد حَرَص مُحَافظ «ضمد» الدّكتور «سلطان بن عجمي بن منيخر»، أَثنَاء اجتمَاعه مَع مَشَايخ وعَرائِف مُحَافظة «ضمد»، ومَركز الشِّقيري، عَلَى مُنَاقَشة ظَاهِرة إطلَاق النَّار فِي الأَفرَاح، مِن جَوَانبهَا الشَّكليَّة والمَوضوعيَّة كَافَّة، لَافِتاً إلَى مَقتَلِ وإصَابة عَدد غَير قَليل مِن الأَبريَاء، الذين لَا ذَنب لَهم، سوَى أَنَّهم شَاركوا أَصحَاب الفَرَح فَرحتهم)..!

بَعد هَذا الخَبَر أَقول: لَم تَكُن هَذه هِي المَرَّة الأُولَى -ولَن تَكون الأَخيرة- التي أُطَالِب فِيهَا بإيقَاف هَذه العَادَة، فقَد تَحدَّثت فِي برنَامج «يا هلا بالعرفج» كَثيراً، عَن هَذه الظَّاهِرَة، التي لَهَا الكَثير مِن النَّتَائج المَأسَاوية، فلَا يَكَاد يَمرُّ أسبُوع أَو أسبُوعان، حَتَّى نَسمَع بمَقتَل أُناس بالخَطَأ، مِن خِلال إطلَاق رصَاص، أَثنَاء مَرَاحِل وفَترَات الفَرَح..!


حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أُبَارك هَذه الخُطوَة، وأُحيِّي رِجَال «ضمد»؛ وأَتمنَّى مِن المَسؤولين؛ اتّخَاذ قَرَارَاتٍ حَازِمَة ووَاضِحَة؛ لمَنع هَذه الظَّاهِرَة، لأَنَّها ظَاهِرَة حَضَرَت إلينَا مِن الزَّمنِ البَعيد، ثُمَّ إنَّها لَيس لَهَا عَلَاقَة بمَظهر الفَرَح، فالنَّاس فِي وَقتِ الفَرح؛ تُظْهِر السّرُور والبَهجَة، أَمَّا الرُّصَاص وإطلَاق النَّار، فلَا يَكون إلَّا فِي وَقتِ الحرُوب..!

وأَخيراً أَقول: أَتمنَّى فِعلاً أَنْ تُتَّخَذ -مِن قِبَل المَسؤولين- قَرَارَاتٌ صَارِمَة، تُطبَّق عَلَى المُخَالِفين؛ فِي كَافّة مَنَاطِق المَملكَة، لمَنع هَذه الظَّاهرة المُميتَة، وحِمَاية أَفرَاد مُجتمعنَا..!.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!