آفات العنصرية عواقبها مصيرية (1)

تَجريم العُنصريَّة؛ مَلفٌّ دَائِر بَين الصَّحافةِ والجِهَاتِ القَانونيَّة، والجِهَاتِ التَّشريعيَّة، وكُلٌّ يُطالب بتَطبيقه عَلَى أَرض الوَاقِع، لِذَلك دَعونَا نُذكِّر بضَرورة سَنّ قَوانين؛ تُجرِّم وتُحرِّم العُنصريَّة، بكُلِّ أَشكَالهَا وأَلوَانهَا وتَطبيقَاتهَا، مِن خِلَال استدعَاء وجَلْب بَعض المَقولات، التي وَردَت فِي الفِكر البَشري لمُحَاربة العُنصريَّة، لَعلَّ هَذا الاستدعَاء والجَلْب؛ يُسَاعد فِي تَسريع صدُور نِظَام صَارِم، يَضع حَدًّا لانتشَار العُنصريَّة، وتَفشِّي دَائهَا الخَطير..!

حِينَ بَحثتُ عَن تَعريف مُفرَدة «العُنصريَّة»، قَفَزَتْ أَمَامِي مُفردة «التَّعصُّب»، أَو «العَصبيَّة»، وحِينَ بَحثتُ عَن تَعريف مُفرَدة «التَّعصُّب»، زَاحمتهَا مُفرَدة «العُنصريَّة»، وكَأنَّهما تَتنَافَسَان فِي مُسَابقة أَكثَر المَفَاهيم سُوءاً..!


يَبدو أَنَّ أوّل مَن اخترَع العُنصريَّة هو «إبليس»؛ حِينَ قَال (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)..!

وقَد جَاء القُرآن صَريحاً بنَبذ العُنصريَّة، حَيثُ قَال المَولَى -جَلَّ وعَزّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)..!


أَكثَر مِن ذَلك، جَاء فِي الحَديث، عَنْ «جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِم» أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلم- قَالَ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: يَعتَقد البَعض أَنَّ العُنصريَّة مُجرَّد وجهة نَظَر، والحَقيقَة أَنَّ العُنصريَّة جَريمَة، وإذَا أَردتُم المَزيد، فانتظَروا المَقَال القَادِم، لنَستَعرِض -مَعاً- أَهَم حَصيلَة الفِكر البَشري مِن مَقولَات وتَحليلَات؛ حَول آفَة العُنصريَّة!!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»