يتحقق هدف التغيير.. بالصمود في المنعطف الأخير

مُعظَم كُتب التَّنمية البَشريَّة؛ تَتحدَّث عَن التَّغيير، وجَعْل الإنسَان يَسير مِن جيِّدٍ إلَى أَفضَل، ومِن حَسنٍ إلَى أَحسَن، وهي كُتب كَثيرة ومُتنوِّعَة، وقَد تَجَاوَزت حَتَّى الآن 500 كِتَاب، ورَغم التَّنوُّع والاختلَاف فِيهَا، إلَّا أَنَّها تَتَّفِق عَلَى بَعض المَبَادئ، التي مِن المُمكن استخلَاصهَا؛ وحَشرهَا فِي عِدّة مَقَالَات، هَذا أَحدهَا..!

مِن أَهمِّ مُرتكزَات كُتب التَّنميَّة البَشريَّة، تِلك الكُتب التي تَتحدَّث عَن حَلِّ المُشكِلَات، أَو تَغيير العَادَات، وحَصيلة مَا قِيل فِي هَذه الكُتب -حَول هَذه المَسأَلَة- يَتلخَّص فِي ثَلاث خُطوَات، لَو طَبَّقهَا الإنسَان، لحَقَّق النَّجَاح، أَوّلها الإحسَاس بالمُشكِلَة، أَو لِنَقُل الرَّغبَة الجَادَة فِي تَغيير العَادَة، ولنَفتَرض أَنَّ لَديكَ مُشكِلَة فِي زيَادة الوَزن، أَو لَديكَ عَادة إهمَال القِرَاءَة، فإذَا اعتَرفتَ بوجُود هَذه المُشكِلَة، قَطَعْتَ ثُلث الطَّريق لحَلِّهَا، ويَتحقَّق الثُّلث الثَّانِي، إذَا طَبَّقت العُنصر التَّالِي، وهو وَضع الحلُول للمُشكِلَة، أَو لتَغيير عَادَة مَا، ونَحنُ هُنَا نَتحدَّث عَن حَلِّ مُشكلة الوَزن الزَّائِد، وتَنمية عَادة القِرَاءَة، وهَذه لَهَا أَدوَات وقَوَاعِد، وشرُوط وأَنظِمَة، إذَا طَبَّقهَا الإنسَان، تَمكَّن مِن تَحقيق هَدفه..!


أَمَّا الثُّلث الأَخير، الذي إنْ التَزَمْتَ بِهِ؛ تَمكَّنت مِن حَلِّ المُشكِلَة تَمَاماً، هو الصَّبر فِي تَنفيذ الحلُول، ومُواصلة الجُهد والمُتَابعَة والاستمرَار، لأنَّ كَثيراً مِن النَّاس؛ يَعتَرف بالمُشكِلَة، ويَضع الحلُول، ولَكنَّه «يَطفش» ويَملُّ مِن طُول مدّة التَّطبيق، وقَد رَأينَا حَالَات كَثيرَة؛ يَتحمَّس الإنسَان فِيهَا فِي البِدَايَة، ثُمَّ يَنهَار فِي النِّهَايَة.. والإنسَان -دَائِماً- يَفشَل قَبل قَطْف ثَمرة النَّجَاح فِي الشّوط الأَخير، مِثل بَعض فرق كُرة القَدَم، التي تَبدَأ الدَّوري بالمُنَافَسَة عَلَى البطُولَة، وفِي آخِر الدَّوري، تَجد نَفسهَا تُكَافِح فِي المَراكِز الأَخيرَة، لتُنقذ نَفسهَا مِن الهبُوط إلَى الدَّرجَة الأُولَى..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!


بَقي القَول: إنَّني أَعرف أَنَّ الكَثير مِنَّا؛ يُدرك سهُولة الاعترَاف بالمُشكِلَة، وكذَلك سهُولة الحَلّ، ولَكن المُشكِلَة -بَل كُلّ المُشكِلَة- فِي القُدرَة عَلَى التَّنفيذ والاستمرَار فِيهِ، لأنَّ الدَّائِم شَديد، وقَد جَاء فِي الحَديث: (خَيرُ الأَعمَال مَا كَان أَدْوَمهَا وإنْ قَلّ)..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»