حق العودة.. والإعلان عن إلغاء شعب!

بُعيد الإعلان عن بيع القدس العربية لإسرائيل تعلن الإدارة الأميركية قريباً عن سياسة جديدة تستهدف تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين!.

وتتلخص الإستراتيجية الجديدة في الاعتراف بنصف مليون لاجىء فلسطيني فقط من جملة خمسة ملايين ونصف مليون لاجئ وفقاً للوثائق الأممية هم الآن أكبر عددا من مملكة الدنمارك ومن دول أخرى أكثر من أن تعد.


الشئء المؤسف أو المضحك حد البكاء أن السادة الذين تفاوضوا بل تنازلوا عن الأرض بداعي مفاوضات السلام هم الآن الذين يتحدثون عن حتمية الصراع دون أن ينتبهوا إلى أنهم منغمسون بل غارقون في التطبيع مع الاستسلام حتى القاع..

إنهم أؤلئك الذين أخفوا عن الأجيال أن الناس كانوا يسافرون الى القدس بواسطة القطار؛ فيما هم مستمتعون بالجلوس أو الانتظار في محطات الحصار.


لا بأس..دعك من أؤلئك الذين باعوا وهؤلاء الذين تاجروا أو سمسروا ولا تشعرن أبداً باليأس.. ومثلما قاوم الأقصى وسيقاوم كل صفقات القرون؛ سيمضي اللاجئون يدافعون عن كل شبر في فلسطين.

من عبقرية فلسطين أن اللاجئين فيها هم الذين يشعرون طوال السنين بالدفء وبالأشواق.. ويحتفظون في دواخلهم بوطن أنصع من لؤلؤ الأعماق..

إنهم الذين يسجلون عقود حبهم وتمسكهم بالقضية وانتمائهم في القلب وليس في الأوراق..

إن فلسطين في عيون البعض بحجم برتقالة.. لكنها في عيون اللاجئين بحجم قارة.. ولأنها كذلك، فإن بدء المزاد على بيع أو نفي أو شطب أو اختزال أو تخفيض أعداد اللاجئين هو بداية البشارة.

إنهم يكتبون تاريخهم على ورق الصبار بماء التعب.. لكنهم يحرصون على تسجيل مواليدهم في الملاجئ بماء فلسطين الذي هو ماء الذهب.

من عبقرية فلسطين أن اللاجئين يرفضون أن يدلسوا أو يدثروا أبناءهم بأقنعة الكذب..

في ضوء ذلك، يصبح من العبث اختزال الشعب الفلسطيني اللاجئ في نصف مليون بدلاً من خمسة أو ستة ملايين.. فعلوها في الأرض.. من مائة في المائة الى ثمانين ثم الى خمسين إلى أن وصلنا الى أقل من ٢٧ لكنهم لن يستطيعوا فعلها مع الشعب.

كيف تمحو أو تختزل شعباً تشهد على صموده الأطيار والآبار؟ تشهد على وجوده السماء وعلى جذوره الأرض؟.

دعك من حقيقة أن حق العودة مكفول بالقانون الدولي، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومدعوم بقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمها القرار 194، دعك من هذه المسكِّنات، وثق معي أن الأوطان والشعوب الحرة لا يتم تفصيلها أو تمزيقها بمقص.. ثق معي أن عدالة السماء ستقتص.. يقيناً ستقتص.

إن وقف الدعم وفرض الحصار بل وتوقيع العقوبات قد يسقط عملة بل قد يسقط النظام لكنه أبداً لايمكن أن يسقِط وطناً هو من أعرق الأوطان.

إن قضية اللاجئين الفلسطينيين ليست قضية إقليم كما هو الحال في كشمير أو في ميانمار أو في جزر مورو بالفلبين أو الإيجور في الصين.. إنها قضية وطن وشعب ودولة كان اسمها فلسطين وستظل كذلك إلى يوم الدين.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»