شؤون وشجون من مؤلفات السجون (1)

يَعتَقد البَعض أَنَّ التَّأليف والإبدَاع؛ بحَاجةٍ إلَى الحُريَّة الشَّكليَّة، والمَنْظَر الخَلَّاب، والجَو الجَذَّاب، ومَا عَلِمُوا أَنَّ حُريّة الإنسَان فِي قَلبه، وفِي تَفكِيره، وفِي عَقلهِ، ولَيست فِي إغلَاق بَاب الغُرفَة عَليه، أَو حَبسه خَلف القُضبَان.. وحَتَّى نُؤكِّد أَنَّ الإبدَاع والتَّفكير الخَلَّاق؛ قَد يَأتي إلَى الإنسَان؛ وهو فِي ظُلمَات السِّجن، وغِيَاهب الجُب، لِذَا دَعونَا نَذكُر بَعض النَّمَاذج، وبَعض المُصنَّفات والمُؤلَّفات، التي كتبها أصحابها، وهُم في السِّجن..!

يُروَى مَثلاً، أَنَّ فَقيه الحَنفيَّة الإمَام «السرخسي»؛ أَلَّف وهو فِي السِّجن كِتَابه: «المَبسُوط»، الذي يَقع فِي عِشرين مُجلَّدًا، كَمَا يُروَى أَنَّ الشَّيخ «الألبَاني»، اختَصر «صَحيح مُسلم» وهو فِي السِّجن، ونُقل عَن الحافظ «أحمد بن الصديق الغماري»؛ أَنَّه حِين كَان فِي السِّجن، أَلَّف عَدداً مِن الكُتب والرَّسَائِل، فِي الحَديث والفِقه والتَّرَاجم، مِنهَا كِتَابه الشَّهير: «الأمَالي المستظرفَة عَلَى الرِّسَالَة المستطرفَة»..!


أَكثَر مِن ذَلك، ألَّف شَيخ الإسلَام «ابن تيمية» -أَثنَاء فَترة سِجنه- كُتباً مِثل: «نَقض أَسَاس التَّقديس»، و»بيَان تَلبيس الجهميَة»، و»الاستقَامة»..!

وإذَا وجَّهنا البُوصلة شَطر شِبه القَارة الهِنديَّة، سنكتَشف أَنَّ «أبوالأعلى المودودي»؛ ألَّف كِتَابه: «تَفهيم القُرآن» أَثنَاء فَترة السِّجن، وسنَجد أَيضاً أَنَّ الشّيخ الهِندي «مولانا محمود حسن»، قَام بتَرجمة القُرآن الكَريم؛ إلَى اللُّغَة الأُردية أَثنَاء فَترة سِجنه، فِي جزيرة مَالطا، فِي عَهد الاستعمَار البِريطَاني..!


حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذه بَعض النَّمَاذج والمُؤلِّفات؛ التي كُتِبَت فِي السِّجن، وسأَذكُر نَمَاذج أُخرَى، فانتظروهَا فِي المَقَال القَادِم..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»