أفكارٌ قريبة من كل حبيبٍ وحبيبة!

تَنَاولتُ فِي مَقَالَاتٍ سَابِقَة؛ السَّائِل السِّحرِي المُسمَّى بـ»الحُبّ»، وحَاولتُ أَنْ أَسبر أَغوَاره وعَجَائبه، ولَكن، كُلَّما شَارفتُ عَلَى الانخِدَاع بسَلاستهِ، اكتَشفتُ أَنَّه أَدَاة خَطِرَة، وبالرَّغم مِن ذَلك، لَيس هُنَاك مَا يَمنَع؛ أَنْ تَجد فِيهِ بَعض السِّيرَة العَطِرَة..!

فالانشِغَال بالحُب لَه مَزَايَا كَثيرَة، مِن أَهمّها: أَنَّه يَشغلك عَن الكُره، وقَد رَكَّز كَثيرٌ مِن خُبرَاء تَطوير الذَّات، وعُلمَاء النَّفس، عَلَى هَذه المَسأَلَة، حَتَّى الشُّعرَاء، انتَبهوا إلَى هَذه المِيزَة، حَيثُ يَقول «محمود درويش»: (لَا وَقْتَ لَديَّ لأَكره مَن يَكرهني، فأَنَا مَشغولٌ بحُبِّ مَن يُحبّني)..!


مِن جِهتهِ يَقول الفَيلسوف «جورج سانتيانا»: (الحُبّ يَجعل مِنَّا شُعرَاء. والاقترَاب مِن المَوت؛ يَجعل مِنَّا فَلَاسِفَة)، فبَين الحُب والفَلسفَة مُفَارقاتٌ كَثيرة، ولَعلَّ أَبرَز هَذه المُفَارقَات، أَنَّ كُلًا مِنهمَا يَستَدعيه شَيءٌ آخَر..!

إنَّ سوء التَّفَاهُم بَين الرَّجُل والمَرأَة يَتنوَّع ويَتعدَّد، وقَد يَأتي عَلَى شَكل خِلَافَات؛ فِي أَهدَاف الحيَاة وتَوجّهَاتهَا، مِثل حُبّ العَمل، وعَمَل الحُبّ، إذْ يَرَى الأَديب «توفيق الحكيم»؛ أَنَّ هُنَاك مسَاحة عَقليَّة شَاسِعَة بَين الزَّوجين، حَيثُ يَقول: (لَيس للنِّسَاء عَمَل فِي الحيَاة سِوَى الحُب، أمَّا حيَاة الرَّجُل فهي حُب العَمَل، ومِن هُنَا بَدَأ سوء التَّفَاهُم)..!


يَقول المَنفَلوطي مُدافِعَا عَن الحُبِّ: (لَا خَيرَ فِي حَياةٍ يَحيَاها المَرءُ بغَيرِ قَلب.. ولَا خَيرَ فِي قَلبٍ يَخفقُ بغَيرِ حُبٍّ).. فالقَلب لَه وَظَائِف كَثيرة، مِنهَا ضَخ الدِّمَاء فِي الجَسَد، ولَكن الأَهَم خَفقَانه بالحُب، أَمَّا إذَا كَان القَلب بِلَا حُب، فَلَا فَائِدَة مِن هَذا الجِهَاز المُندسّ بَين الضّلُوع..!

ولَا يَعرف الحُبّ وطَاقته إلَّا مَن يُجرّبه.. إنَّه بمَثَابة الوقُود للطَّائِرَات والسيَّارَات، وإذَا رَأيتَ رَجُلًا كَسولًا، فاشْحِنه بِطَاقة الحُب، وستَرَى كَيف يُودّع الكَسَل بكُلِّ سهُولة، وهَذا قَريب -إلَى حَدٍّ بَعيد- مِن قَول الفَيلسُوف «روبرت براوننغ»: (الحُبّ وقُود الحَيَاة)..!

فالحُبّ لَيس طَاقَة إيجَابيَّة فَقَط، بَل هو خَارطة طَريق ومَعالم، تُرشدنا إلَى السَّبيل، وفِي ذَلِك يَقول شيخ التَّائهين «مكسيم جورجي»: (عِندَما نُحب، فكُلّ شَيء يُصبح وَاضِحًا.. أَينَ نَذهَب؟ مَاذا نَفعل؟، كُلّ شَيء يَتم مِن تِلقَاء نَفسه، ولَا نَكون مُضطرِّين لسُؤال أَي شَخص؛ عَن أَي شَيء)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: قَالوا إنَّ الحُبَّ طَاقَة، وقَالوا إنَّه عَاطِفَة، وقَالوا إنَّه سَائِل مَعنَوي، يَربُط بَين عَاشقين، وقَالوا -أَيضًا- إنَّ الحُب لَا تَفسير لَه.. ولَكن مَا لَم أَسمَع بِهِ مِن قَبْل، وَصْف الأَديب «فولتير» للحُبّ، حَيثُ يَقول: (الحُب سجَّادَة جَهَّزتهَا الطَّبيعَة، وزَخرفهَا الخَيَال)..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»