لا تعيدوا شارعاً.. أعيدوا لبنان كله!!

إنّ تسمية شارع في العاصمة اللبنانية بيروت، باسم إرهابي متمرّس في الإرهاب، وتابع لما يُسمّى بحزب الله، ومتّهم رئيس باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وبقاء اليافطة المنصوبة باسمه في الشارع لمدّة طويلة، هو عجيبة من العجائب، وهي لا تُعبّر عن تعدّد الأديان والمذاهب في لبنان بقدر ما تُعبّر عن حالة السيطرة التي تزوّج بها زواجَ مُتعة ذلك الحزب الذي يتبع إيران مثلما يتبع ذيلُ الكلب المُعْوَجّ صاحبَه أينما راح وجاء!.

وشمس الحقيقة التي لا يحجبها غربال، هو أنّ لإيران يداً طُولى في لبنان، ولم يكن لحزبها –وحده- الفضل في ذلك، بل هناك فضل، وفضل كبير لبعض السياسيين اللبنانيين من غير الطائفة الشيعية، سواءً من السُنّة أو المسيحيين أو الدروز وغيرهم، ممّن تمصلحوا من نفوذ إيران، فتقلّبوا مراراً وتكراراً بين التحالف الخفيّ مع حزبها، وبين إظهار العداوة له إرضاءً للدول العربية الرافضة للنفوذ الإيراني في لبنان، وتقلّبهم هذا يُشبه تقلّب بندول الساعة القديمة الطراز بين اليمين والشمال، ومع كلّ تقلّب هناك مصلحة مُعيّنة وخريطة طريق مؤقّتة يتبعونها، فقط حسب مؤشّر مصالحهم، إن رسا المؤشّر على جهة الشمال تَشَمْألُوا، وإن رسا على جهة الجنوب تَأَجْنَبُوا، وهكذا!.


إنّها لعبة مصالح مليئة بالمتاهات، مثل المتاهات الموجودة في مغارة جعيتا اللبنانية، وإنّها لعبة مصالح ذات منعطفات خطيرة، كما هي منعطفات طريق الجبل اللبناني، وإنّها لعبة مصالح مغروزة في الجسد اللبناني كما هي صخرة الروشة مغروزة في شاطئ البحر اللبناني، وإن كان للإرهابي بدر الدين شارع في لبنان، فلإيران الإرهابية شوارع وأحياء وقُرى ووسائل إعلام ووزارات وهيئات وشبه دولة في لبنان!.

وما هو أخطر من كلّ ذلك؛ هو تغلغل لعبة المصالح في فِكْر أولئك السياسيين وموت ضميرهم إكلينيكياً، وتفضيلها على الحِسّ الوطني الذي يحفظ للبنان كرامته وحرّيته واستقلاله، وكم أتعجّب أن يُقيم بعضهم الدنيا في لبنان ولا يُقعّدونها بسبب يافطة طولها نصف متر وعرضها ربع متر، ويسعون لإعادة الشارع المختطف، أليسوا مثل مَن يُقيم الدنيا ولا يُقعّدها عند إصابته بزُكام بسيط، ولا يفعل ذلك عند إصابته بالأمراض الخطيرة؟!.


لُبنان كلّه يا سادة مُختطف، فلا تعيدوا شارعاً واحداً مُختطفاً فيه، بل أعيدوه كلّه!.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني