إذا حضر المشيب.. اقترب المغيب!

مَرحلة الشّيب، مِن المَرَاحِل التي تَكلَّمَت عَنهَا الأَديَان، ووَصَفَهَا الشُّعرَاء، وتَنَاولهَا الأُدبَاء والحُكمَاء، بَل هُنَاك رَسَائِل دُكتوراه ومَاجستير كُتِبَت؛ عَن هَذه المَرحلَة المُهمَّة، «المُحزنَة» مِن حيَاةِ الإنسَان، ومِن الغَبَاء بمَكانٍ، أَنْ نَطرح هُنَا كُلّ القَضَايَا؛ التي بَحثَت هَذا المَوضُوع الحَسَّاس؛ لِذَلك دَعوني أَستَعرض -بِين فَترةٍ وأُخرَى- مَلْمَحًا مِن مَلَامِح التَّعَامُل مَع الشّيب، أَو بالأَصح مَلْمَحًا مِن مَلَامِح مُكَافحته، والتَّحَايل عَليه..!

يَقول أَحد الشُّعرَاء:


إِذَا مَا الشَّيبُ جَارَ عَلَى الشَّبَابِ

فَعَاجِلهُ وَغَالِط فِي الحِسَابِ


وَقُل لَا مَرحَبًا بِكَ مِن نَزيلٍ

وَعَذِّبهُ بِأَنواعِ العَذابِ

بِنَتفٍ أَو بِقَصٍّ كُلّ يَومٍ

وَأَحيانًا بِمَكروهِ الخِضابِ

إنَّ الشَّاعِر -هُنَا- يَستَقبل الشّيب بانزعَاجٍ كَبير، وتَذمُّر كَثير، غَير مُرحِّبٍ بهَذا النَّزيل الثَّقيل، ويُعطي بَعض الحلُول التي قَد تُخفِي الشّيب، ولَا تُغيِّر فِي المَشيب، ولَا تَعبَث بعَدَّاد العُمر، ومِن هَذه الحلُول النَّتف، أَو القَصّ، أَو الصّبَاغَة، ولَعلَّ أَكبَر وأَكثَر مَا يُزعج الرَّجُل؛ فِي مَسألة التَّقدُّم فِي العُمر، هو أَنَّ الشّيب سَبَب مِن أَسبَاب صدُود النِّسَاء، وإعرَاضِهنّ عَن الرِّجَال، الذين بَلغُوا مِن الكِبَر عِتيًّا، ودَخلوا فِي نَادي المَشيب، وقَد قَال أَحد الشُّعرَاء فِي ذَلك:

لمَّا رَأتْ وَضْح الشَّبَاب بلِحيتي

صَدّت صدُود مفَارقٍ مُتحمِّلِ

فجَعلتُ أَطلُب وَصلهَا بتَلطُّفٍ

والشّيب يَغمزهَا بأَلاّ تَفعَلِي!!

يَا إلَهي عَلَى هَذه الصُّورَة، حَيثُ يَطلُب الرَّجُل وَصْل المَرأَة، ولَكن شَعره الأَبيض يَغمز لَهَا ويَقول: لَا لَا تَفعَلِي..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: لقَد كَتبتُ -قَبل فَترةٍ- نَاصِيَة قُلتُ فِيهَا: فِي كُرة القَدَم الكَارت الأَصفَر يَعني الإنذَار، والأَحمَر يَعني الطَّرد، أَمَّا فِي قَوَانين الحيَاة، فَإِنَّ الكَارت الأَبيض «وهو الشّيب»، فيَعني الإنذَار قَبل مُغَادرة مَلعب الحَيَاة.. لِذَلك يُحاول بَعض النَّاس، صَبغ الأَبيَض بالحِنَّاء الأَصفَر والأَحمَر، لإطَالة فَترة الإنذَار..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»