الأب الأمريكي الحنون!!

بإدانة الفنّان الأمريكي الشهير بيل كوسبي بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأة بعد تخديرها من قبله، والحُكم عليه بالسجن لمُدّة ٣-١٠ سنوات، إضافةً إلى اتهامه بعشرات القضايا المماثلة، ممّا لم يُحاكَم عليها للتقادم الزمني، الذي يُجيزه القانون الأمريكي، وعددها أكثر من ٥٠ قضية، يكون الباب قد فُتِح على مصراعيه لمناقشة الوجه الآخر لبعض المشاهير ممّن نراهم بصورة أبطال وهم في الحقيقة.. أنذال!.

أنا وملايين غيري، أُعْجِبُوا بهذا البيل كوسبي، واسم «بيل» بالمناسبة هو اختصار لاسم «ويليام»، وكنتُ أتابعه باستمرار، وأضحك من مشيته التي يُقلِّد بها مشية الكهول السُود ذوي الحكمة والبصيرة، ومن أسلوبه التهكّمي الطريف.


ولو تعلمون سيرته الذاتية لأصابتكم الدهشة من وجهه المُزيّف الذي ظهر به للناس طيلة عشرات السنين، ووجهه الآخر الذي هُتِكَ سِرُّه مؤخرًا وكُشِفَ غطاؤُه بفضائح مُجَلْجِلَة!.

الرجل بلغ الواحدة والثمانين من عمره عند إدانته، وهو أشهر الفنّانين الأمريكيين الأفارقة، ولُقِّب بـ»الأب الأمريكي الحنون» بفضل الصورة الأبوية الحنونة والودودة التي ظهر بها في أعماله الفنية، وكان السبب في تذليل العقبات العِرْقية التي واجهت الفنّانين السُود في الأوساط السينمائية والتلفزيونية، وفاز بالعديد من الجوائز، وكان له برنامج استعراضي خاص به وحده هو «The Bill Cosby Show»، وقدّمه طيلة ١٥ سنة وتخلّلته أعمال خيرية كثيرة، وسلّط الضوء على الطبقة الأمريكية المتوسّطة من أصل إفريقي، وحصل على درجة الدكتوراه في التربية، تخيَّلوا: «في التربية»، فضلًا عن وسام الحرية، والعديد من الأوسمة الرفيعة والدكتوراه الفخرية، وصُنِّفَ من أعظم ١٠٠ أمريكي من أصل إفريقي!.


وأكاد أضطرب وأنا أتذكّر دخول كوسبي إلى كلّ بيت بوجهه الأول الهادئ والمُبتسم، يُضحِكه، يُسلّيه، ويكون قُدوة حسنة لمن يشاهده، ليس من كبار السنّ فحسْب بل حتّى من صغارهم، بينما له وجه آخر، مفترس وعنيف كما قال القاضي الذي حكم عليه، وإنّه لدرسٌ للبشرية جمعاء، بأنّ مكارم الأخلاق ليست أقوالًا أمام الملأ، بل تنبع من داخل القلب وتنعكس أفعالًا إنسانية فاضلة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»