تدشين عيادة.. للعلاج بالسعادة!

لَيسَت هَذه هِي المَرَّة الأُولَى؛ التي أَكتُبُ فِيهَا عَن السَّعَادَة، ولَن تَكون الأَخيرَة؛ لأَنَّ السَّعَادَة مَطلَب إنسَانِي، بَل لَا أُبالِغ إذَا قُلت: إنَّ بضَاعة السَّعَادَة هِي الرَّائِجَة والمَطلُوبَة؛ عِندَ مَن يَبحَثُون عَن السِّلَع، ذَات القِيمَة العَاليَة، مِن الجَودَة والفَاعِليَّة؛ لِذَلك هَذه جُرعَة جَديدَة مِن جُرعَات السَّعَادَة، نَحقنُهَا فِي عَضَل القَارِئَات والقُرَّاء، لَعلَّها تَنثُر بِذرة أَمَل، ورَشّة سرُور، فِي مُحيط يَعشَق العبُوس، ويَتعمَّد الامتعَاض..!

لقَد حَار الفَلَاسِفَة فِي مَكَانِ السَّعَادَة، وأَينَ تُوجَد؟.. ولَكن الفَيلسُوف «تينيسون» اختَصَر الحِكَايَة قَائِلًا: (سَعَادة الإنسَان؛ تَكمُن فِي السَّيطَرَة عَلَى عَواطِفه)..!


وفِي هَذا المَقَام، عَليَّ أَنْ أَطرَح سُؤالًا يَقول: هَل السَّعَادَة تَأتِي مُتأخِّرة؟ بمَعنَى أَنْ تَكون هي الزَّائِرَة لَنَا فِي آخِر أيَّام العُمر؟.. يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة القُدمَاء: (تَأتِي السَّعَادَة إلَى الإنسَان؛ عِندَما يَكون فِي آخِر مَرحلَة مِن حيَاتهِ)..!

حَسنًا، يَقول بَعض الفَلَاسِفَة: (قَد لَا تَكون المَعدة ولَا القَلب؛ عُنصرَين مُهمَّين فِي صِنَاعة السَّعادة)، ولَكن للفَيلسوف «لين فونتان» رَأيًا آخَر، حَيثُ يَقول: (لكَي تَكون سَعيدًا، عَليك أَنْ تَمتَلك مَعدة قَويَّة، وقَلبًا رَديئًا)..!


إنَّ السَّعَادَة لَيست لَقبًا، أَو مَنصبًا؛ ولِذَلك لَو تَأمَّلتَ أكثَر أَصحَاب السَّعَادَة، مِن مَسؤولين أَو مديرين أَو رُؤسَاء، لوَجدتَهم مِن أَكثَر النَّاس تَعَاسَة؛ لأنَّهم يَحملون عَلَى أَكتَافهم، المَصَاعِب والمَتَاعِب، التي لَا تَقبَل الشَّرَاكَة مَع السَّعَادَة..!

إنَّني أَتحفَّظ عَلى الذِّكرَيَات، وأَرَى أَنَّها تَقوم بدور التَّشويش عَلَى الحَاضِر، لدَرجة أَنَّهَا -أَحيَانًا- تَقطع إرسَال السَّعَادَة، وقَد انتَبَه إلَى ذَلك الفَيلسوف «أندريه جيد»؛ حَيثُ يَقول: (ذِكرَيَات المَاضي الحُلوَة؛ ضَربة قَاتِلَة للسَّعَادَة)..!

مِن جِهتهِ، قَال الفَيلسوف «هوبارت»: (مِن الصَّعب أَنْ نَعرف؛ مَا الشَّيء الذي يَجلب السَّعَادَة)، فِي الوَقت الذي تَفلسَف فِيهِ نَاسٌ كَثيرَة فِي تَوصيف السَّعَادَة، ومِن أَين تَأتِي؟ ولَم يتورَّع أَحَد مِن العَارِفين ويَقول بتَواضع: «لَا أَدرِي مِن أَين تَأتِي»..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: كُلُّ شَيءٍ لَه وَجهَان فِي الحَيَاة، وقَديمًا قَال «المُتنبِّي»: (مَصَائبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوَائِدُ).. هَذَا المَعنَى وَظَّفه الفَيلسوف «ويل ديورانت» حِينَ قَال: (السَّعَادَة بنَظَر البَعض؛ هي تَعَاسَة فِي نَظَر الآخَرين)..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»