النوم قرب الجوال.. من أخطر الأعمال!

المَبتَدَأ والخَبَر فِي اللُّغَةِ العَربيَّة؛ لَا يَأتيَان إلَّا مَع بَعضهمَا، وإذَا أَتَى أَحدهمَا دُون الآخَر، لَم تَكُن الجُملَة مُفيدَة، ولَم يَكُن للكَلَام مَعنَى، وإذَا أَردنَا نَقل صُورَة المُبتَدَأ والخَبَر فِي حَيَاةِ النَّاس، فنَقول: إنَّ الإنسَانَ والجَوَّال، أَصبَحَا مِثل المُبتَدَأ والخَبَر، لَا يَتفَارَقَان، لَا فِي صَحوٍ ولَا فِي نَوم..!

إنَّ الجَوَّال؛ بَدَأَ يَحتلُ حَيَاتَنَا، أَكثَر مِن احتلَال المَال لعقُولِنَا، فأَصبَحنَا لَا نُفَارقه، حَتَّى إنَّ بَعض المُسرفِين فِي التَّفسير، فَسَّر الجَليس الصَّالِح والجَليس السّوء، بأنَّه الجَوَّال، ومَا يَحمله مِن رَسَائِلٍ وصورٍ ومَقَاطِع..!


حَسنًا، مَا الدَّاعِي لهَذَا الكَلَام، الدَّاعي لَه ذَلك الخَبَر الذي قَرأتُه فِي جَريدَة «المَدينَة»، وفِي صَفحتِهَا الأَخيرَة -قَبل أَيَّام-، حَيثُ يَقول الخَبَر: (النَّوم قُرب الهَاتِف الجَوَّال كَارِثَة)، وجَاءَ فِي ثَنَايَا الخَبَر مَا يَلي: (حَذَّرت إدَارة الصّحَّة العَامَّة فِي كَاليفورنيَا، مِن «أَضرَارٍ خَطيرَة» للنَّوم قُرب الهَاتِف الجَوَّال، وبحَسَب الإدَارَة الصِّحيَّة، تُصدِر الهَوَاتِف المَحمُولَة؛ إشَارَات رَاديوية لَاسلكيَّة (RF)، عِندَمَا تُرسِل وتَستَقبِل المَعلُومَات مِن وإلَى الأَبرَاج الخلويَّة المُحيطَة، وهي تَردُّدات، قَد تَكُون خَطِرَة، أَو لَيسَت كَذَلِك).. انتَهَى!

بَعد هَذَا الخَبَر أَقُول: مَعَ الأَسَف، إنَّني أُلَاحِظ أَكثَر أَصدِقَاِئي، ومَن حَولي، وحَتَّى أَطفَال أُسرنَا وأَهَالينَا، نَرَاهُم لَا يَستَغنُونَ عَن الجَوَّال، بَل يَنَامُون عَليهِ، ويَجعلُونَه كالوِسَادَة، وإذَا سَألتَ أَحدهم: لِمَاذَا يَفعَل ذَلِك؟ قَالَ: لَعلَّ اتصَالًا مُهمَّا يَزور هَاتِفي..!


لقَد تَوَاتَرَت الأَخطَار عَن أَضرَار الجَوَّال؛ أثنَاء فَترة النَّوم، وجَاءَت الأَدلّة والبَراهِين والشَّوَاهِد، عَلَى أنَّ ضَرره تَجَاوز مَنطقة الشَّك، إلَى مَنطقة اليَقين، ولَكن مَاذا نَفعل، طَالَمَا أَنَّ أَكثَر النَّاس يَأبَى إلَّا أَنْ يَنَام؛ والجَوَّال فِي أَحضَانهِ..؟!

حَسنًا.. مَاذَا بَقَي؟!

بَقي القَول: لقَد تَعهَّدتُ نَفسي؛ بأَنْ أَفصِل بَيني وبَين جَوَّالي فِي المَضَاجِع، ولَا أَذكُر أَنَّني نِمتُ وهو مَعي فِي نَفس الغُرفَة، فأَنَا والجوَّال فِي فَترة النَّوم، مِثل الشَّيَاطِين والمَلَائِكَة، إذَا دَخَلَت الشَّيَاطِين ذَهَبَت المَلَائِكَة، وإذَا حَضرَت المَلَائِكَة ذَهَبَت الشَّيَاطين..!!

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!