متحف الخريجي..

عندما توجهت إلى متحف الأستاذ عبدالمجيد محمد الخريجي بالمدينة المنورة، لم يتبادر إلى ذهني ما سوف أشاهده في متحف شخصي لأحد أبناء المدينة المنورة، الذي يحمل بين جنباته عبق الزمن الماضي الجميل، الذي لحقنا جزءًا منه، وتعايشنا فيه في منازلنا وحاراتنا وبيئتنا، ولن أبالغ إذا قلت بأنني لم أشاهد من قَبْل؛ جُهداً شخصياً كبيراً، كما شاهدته في هذا المتحف المتناسق الديكور بشكلٍ مميز، لإظهار هذه التحف والآثار المحلية والعالمية، وإتاحتها للجميع للمشاهدة عن قُرب والتمعُّن بها، وكأنك في متحف عالمي، بدءًا من العملات النقدية التي تعود إلى مختلف العصور الإسلامية وغير الإسلامية القديمة، في سلسلة من التاريخ، والخلفاء والملوك والأمراء، مُوثَّقة، تُطالع معها تاريخ صك النقود، وتطوُّر مراحلها حتى وقتنا الحاضر.

بمرافقة الأستاذ عبدالمجيد الذي يصف هذا التاريخ بشرحٍ مستفيض، والذي بدأ معه حُبّه وشغفه لهذا النهج، مِن قطعةٍ ذهبية قديمة، جعلت منه أكبر جامع للعملات الذهبية النادرة القديمة، وصاحبته إلى جمع ما يقع بين يديه من مختلف أنحاء العالم من تحفٍ نادرة وآثار قديمة، جمعها تحت سقف واحد، وأبى إلا أن تكون بالمدينة المنورة مسقط رأسه. وأسرة آل الخريجي بالمدينة المنورة لها من التاريخ الكبير منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك، ومنزلهم الذي كان يُمثِّل بيت الضيافة لجميع قاصدي المدينة من الزعماء والرؤساء والعظماء وضيوف الدولة، والذي يُدار من قِبَل الشيخ عبدالعزيز الخريجي والشيخ محمد الخريجي رحمهما الله، وعلاقتهم المميزة بالدولة وأركانها، وهذا الأمر مُوثَّق ضمن عدّة كُتب تم إصدارها من قِبَل الأستاذ عبدالمجيد، تحمل بين طياتها العديد من الخطابات والمراسلات التاريخية مع الملوك والأمراء داخل وخارج المملكة.


بقي الإشارة إلى أن هذا المتحف الشخصي يُعدُّ معلمًا من معالم المدينة المنورة وتاريخها، ونتمنى أن يتم اعتماده من قِبَل هيئة السياحة والتراث الوطني، كمعلم وطني، وأن يحظى بتفاعل المجتمع المديني بقطاعيه العام والخاص، وكذلك الحرص من قِبَل الجهات التعليمية لاعتماد زيارته لطلاب المدارس والجامعات وغيرهم، للوقوف على القطع الأثرية والتاريخية النادرة، وهو يُمثِّل فرصة متاحة ومناسبة للزيارة من قِبَل الجميع.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»